هدفت هذه الدراسة إلى تقصي أثر استخدام استراتيجية التدريس التبادلي في خفض مستوى قلق الرياضيات لدى عينة من الطلاب المعلمين بجامعة أم القرى في لمملکة العربية السعودية. ولتحقيق الهدف من هذه الدراسة قام الباحث باستخدام مقياس قلق الرياضيات (MARS) بعد مواءمته مع متطلبات البيئة السعودية على عينة الدراسة المکونة من 60 طالبا من طلاب الرياضيات المعلمين أثناء تدريس مقرر طرق تدريس الرياضيات بالکلية الجامعية في القنفذة التابعة لجامعة أم القرى وذلک مع بداية الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2014/2015م. وتم تقسيم الطلاب المعلمين حسب إجاباتهم على المقياس إلى ثلاث مجموعاتمجموعة القلق المرتفع (1)ومجموعة القلق المتوسط (2) ومجموعة القلق المنخفض(3). لاحقا تم تقسيم مجموعة القلق المرتفع إلى مجموعتين منفصلتين: مجموعة تجريبية وعددها 30طالبا ومجموعة ضابطة وعددها 30 طالبا ثم قام الباحث بتطبيق استراتيجية التدريس التبادلي على المجموعة التجريبية مقارنة بنظائرهم في المجموعة الذين تم تدريسهم بالطريقة العادية التقليدية (المحاضرة) لمدة فصل دراسي کامل (ثلاثة أشهر تقريبا). تم إعادة تطبيق مقياس قلق الرياضيات على جميع أفراد العينة بالدراسة. أشارت الدراسة إلى عدد من النتائج الهامة منها: يعاني طلاب الرياضيات المعلمين من مستوى قلق رياضياتمرتفع. کما خلصت الدراسة إلى أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات طلاب الرياضيات المعلمين على مقياس قلق الرياضيات البعدي عند مستوى الدلالة (α ≥0,05) بين المجموعة التجريبية التي تدرس باستراتيجية التدريس التبادلي وبين المجموعة الضابطة التي تدرس بالطريقة التقليدية (المحاضرة) وتعزى هذه الفروق لاستخدام استراتيجية التدريس التبادلي. هذا وقد أوصت الدراسة بعدد من التوصيات والمقترحات بناء على النتائج المستخلصة منها. إضافة إلى ذلک فإن الدراسة الحالية قد تسهم في فتح مجال لدراسات وأفکار أخرى عديدة منها الکشف عن أسباب قلق الرياضيات لدى الطلاب المعلمين على نحو خاص أو الکشف عن أسباب قلق الرياضيات لدى الطلاب بجميع فئاتهم في جميع مراحل التعليم بشکل عام، اختبار استراتيجيات تدريسية جديدة ومتنوعة لخفض قلق اختبار الرياضيات لدى الطلاب المعلمين. کما يعد هذا البحث إسهاما جديدا لقلة البحوث في هذا المجال عنطريق استخدام إحدى الاستراتيجيات التدريسية الحديثة (التدريس التبادلي) والهادفة إلى معالجة قلق الرياضيات لدى الطلاب المعلمين تحديدا وهي الفئة التي تحتاج مزيدا من الدعم وتعزيز الثقة على نحو مکثف لاسيما وهم يخطون الخطوات التدريسية الأولى في بداية مشوارهم المهني.