تُعد المفاهيم الرياضية من المفاهيم الهامة والأساسية في تعلم الأطفال، حيث يُشکل بناء المفاهيم ومنها الرياضية حجر أساس لإنطلاق الأطفال في تعلم الکثير من العلوم. ومما لا شک فيه أن التعلم في مرحلة الروضة يعتمد وبشکل أساسي علي الحواس, حيث يشکل الإدراک الحسي مدخلاً للتعلم في تلک المرحلة. إن الرياضيات بطبيعتها المجردة تشکل قدراً من الصعوبة علي الأطفال في تلک المرحلة العمرية, حيث يجد الطفل نفسه أمام سلاسل من الأرقام والتعريفات التي لا يستطيع فهمها أو ترجمتها علي نحو ذو معني له, وقد سعي البحث الحالي إلي محاولة تقديم المفاهيم الرياضية مستعيناً بمدخل حسي قائم علي المعالجة اليدوية للمواد والخامات المتاحة لتمثيل المفاهيم المجردة في صورة محسوسة لطفل الروضة, وضمن مع تلک المفاهيم إحدي العمليات الرياضية التي لا تنفصل عن الرياضيات طبقا لما أوصت به "الجمعية الوطنية لمعلمي الرياضيات" في وثيقتها NCTM(2000) وهي "الإستدلال والبرهان" کذلک إستفاد البحث الحالي من إستراتيجيات نظرية الذکاءات المتعددة وضمن أفکارها خلال عملية تدريس المفاهيم الرياضية مراعياً التنوع في أنماط وطرق تعلم الأطفال تبعاً لتنوع ذکاءاتهم. وقد إستهدف هذا البحث تطوير تدريس الرياضيات لطفل الروضة وذلک من خلال:
أولاً: بناء برنامج تعليمي يعتمد علي توظيف المعالجات اليدوية ضمن منظومة أنشطة تعليمية تأخذ في إعتبارها أنواع الذکاءات المتعددة لأطفال الروضة.
ثانياً: بحث فعالية هذا البرنامج ( المعالجة التجريبية ) في استيعاب طفل الروضة للمفاهيم الرياضية وممارسة عمليات الاستدلال، حيث سعي البحث للإجابة علي السؤالين التاليين:
- ما أثر استخدام أنشطة المعالجات اليدوية ذات الصبغة الرياضية القائمة علي نظرية الذکاءات المتعددة في إستيعاب طفل الروضة للمفاهيم الرياضية؟
- ما أثر استخدام أنشطة المعالجات اليدوية ذات الصبغة الرياضية القائمة علي نظرية الذکاءات المتعددة في ممارسة طفل الروضة لعمليات التفکير الإستدلالي؟
وذلک عن طريق إعداد برنامج لتعليم أطفال الروضة بعض المفاهيم الرياضية, وممارسة بعض عمليات الإستدلال قائم علي معالجة المواد والأدوات يدوياً, وتمثيل المفاهيم بشکل حسي يتکون من 81 نشاطاً موزعة علي خمس مجالات للمنهج هي (الأعداد والعمليات – العلاقات الجبرية – الهندسة – القياس – الإحتمالية وجمع البيانات ) ويتضمن کل نشاط أحد المفاهيم المقترحة في کل مجال إضافة إلي إحدي عمليات الإستدلال المقترحة وهي ( التنبؤ والتحقق- الإستنتاج – التفسير – الإثبات – التبرير – المقارنة) ويعقب کل نشاط مجموعة من التوجيهات مُقدمة للمعلمة لتساعدها في تدوين بعض الملاحظات لتقييم أداء الأطفال عن طريق مقياس تقدير مستوي الأداء المُعد لکل أنشطة البرنامج. کذلک تم إعداد إختبار إستيعاب المفاهيم الرياضية وممارسة عمليات الإستدلال وإختيار عينة تجريبية تتکون من 15 طفلا تم تطبيق الإختبار عليهم (تطبيق قبلي- تطبيق بعدي مباشر – تطبيق بعدي نهائي) وعينة أخري معيارية ( مقارنة ) تتکون من 40 طفل لمقارنة نتائج أدائهم خلال القياس البعدي النهائي للإختبار مع نتائج أداء العينة التجريبية, وذلک من أطفال المستوي الثاني بروضة مدرسة العجيزي بطنطا تتراوح أعمارهم من 5 : 6 سنوات وقد استخدمت الباحثة المنهج التجريبي ذو التصميمان:
* التصميم القبلي - البعدي للعينة التجريبية
* تصميم العينة المقارنة (المعيارية) Base Line Data Comparison Group وقد استغرق زمن التجربة عام دراسي بدأ في 21/10/2012 واستمر حتي 11/ 4/ 2013م.