اللالا مصطلح فارسي شائع في العصر المملوکي يطلق على مربي أبناء السلاطين، فقد دأب سلاطين المماليک على تربية أبنائهم وتعليمهم فنون الحرب والقتال، وانتدبوا لتلک المهمة أحد کبار الطواشية (الخصيان) من ذوي الکفاءة وحسن السيرة، أصحاب المعرفة العلمية والعسکرية. وکانت تلک الوظيفة إحدى درجات الترقي في سلم الوظائف الخاصة بالطواشية حتى يصل إلى منصب مقدم المماليک. وکان هؤلاء اللالات موضع ثقة السلطان، وتقلدوا أعلى المناصب في الدولة، ولم تقتصر وظيفة اللالا على فئة الطواشية بل تولاها العديد من الأمراء المماليک على اختلاف رتبهم العسکرية، فقد تولاها الأمراء العشرات والطبلخانات، وکذلک الأمراء مقدمي الألوف، وصاروا أهل الحل والعقد، وحازوا الثروة والجاه في الديار المصرية، ويشهد بذلک ما خلفوه من عمائر دينية ومدنية. والبحث يرصد تلک الوظيفة ويتتبع تطورها وأهم نظمها، ويلقي الضوء على شروط اختيار اللالا ومهامهم، ويستعرض أحوال اللالات ودورهم السياسي والحضاري، ويقدم قائمة إحصائية بأسماء اللالات وجنسياتهم ورتبهم العسکرية، ويتبعها تحليل لما تم تسجيله من ملاحظات على هؤلاء اللالات وفق المنهج التاريخي الإحصائي.