يعتبر الإدريسي (ت سنة 560 هـ/ 1164م) من أبرز الجغرافيين المسلمين الذين أسهموا بقدر وافر في تطور علم الجغرافيا في العصر الإسلامي وهو ينتسب إلى الإشراف الأدراسة الحسنيين الذي حکموا المغرب الأقصى منذ الربع الأخير من القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، وکذلک في مالقة والجزيرة الخضراء على يد بني حمود الأدارسة في أعقاب الفتنة القرطبية وضعف الخلافة الأموية في أوائل القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي).
وقد وَفَدَ الإدريسي على روجار الثاني النورماندي ملک صقلية، فأحاطه بالرعاية والتکريم، ورسم له خريطة للعالم المعروف في عصره، کما ألَّف له کتاباً لوصف تلک الخريطة وهو المسمى بالکتاب الروجاري أو "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" وصف فيه بلاد المغرب والأندلس وآسيا الصغرى ومصر والشام وصقلية والعديد من البلدان الأخرى سواء الإسلامية أو المسيحية، وعلاوة على ذلک هناک مؤلفات أخرى للإدريسي مثل کتاب "أُنس المُهج وروض الفرج"، "(نشره وحققه جاسم عابد بمدريد سنة 1989) وهو مختصر لکتابه "روض الأنس ونزهة النفس، أو کتاب "المسالک والممالک" والأدوية المفردة" أو "کتاب الجامع لأشتات النبات" ولا يزال مخطوطاً کما يذکر أستاذنا د/مؤنس