خصائص الکتابة التاريخية المشترکة عند اثنين من مؤرخى البلاط الموحدى
" ابن صاحب الصلاة المتوفى أواخر المائة 6 هـ /12 م – وابن القطان المتوفى منتصف ق 7 هـ / 13 م "
لعل أهم ما يمکن أن أبدأ به حديثى فى مقدمة بحثى هذا هو ما قال به الأستاذ الجليل الفاضل
أ . د محمود إسماعيل عما يتعين على الباحث المعاصر أن يعمل العقل فى روايات السلف ويخضعها للمنهج النقدى لتخليصها من أکداس الخوارق والکرامات والمعجزات والأساطير التى علقت بها ؛ مشيرًا إلى ضرورة استخدام المنهج المقارن فى استخلاص الحقيقة التاريخية من الروايات المتعددة والمتباينة ؛ وإن هذا لا يتم بمعزل عن الإلمام الکامل بحياة المؤرخين القدامى والوقوف على اتجاهاتهم الفکرية وأوضاعهم الطبقية التى تشکل المنظور التاريخى لکل منهم ، والتى تترک بصماتها فيما يکتبون .
ومن هنا فقد تولدت لدى فکرة المقارنة بين خصائص الکتابة التاريخية المشترکة بين اثنين من مؤرخى بلاط الدولة الموحدية وهما :-
ابن صاحب الصلاة المتوفى أواخر المائة السادسة من الهجرة / القرن الثانى عشر الميلادى ، وابن القطان المراکشى المتوفى فى منتصف ق 7 هـ /13 م . وقد رأيت أن کلاهما يجمع بينهما جوانب فکرية مشترکة ، مثل العمل بخدمة الدولة الموحدية ، والمشارکة فى أحداثها التاريخية ، بل إن کلاهما ينطبق عليه ما يمکن تسميته بأنهما من مؤرخى البلاط الموحدى ، وهى التسمية التى أکد عليها الأستاذ الدکتور / محمود على مکى فى تحقيقه لکتاب نظم الجمان لابن القطان ، وقد کان لهذا کله آثارة >