کان للخراسانيين دور کبير في الحياة الثقافية في مصر خلال القرن السادس الهجري، ويظهر هذا الدور في الناحية السياسية، فقد استطاع وزراء الدولة الفاطمية تهيئة الأمور لقدوم الخراسانيين إلى مصر، فقد استعان بهم السلطان صلاح الدين الأيوبي في القضاء على الخلافة الفاطمية، کما يظهر دورهم الثقافي الکبير، وظهرت معالم هذا الدور في بناء المدارس على غرار المدارس النظامية الموجودة في خراسان، کما استطاعوا نقل ثقافة خراسان في ذلک الوقت إلى مصر، وأسسوا کذلک أمورًا جديدة على المجتمع المصري مثل الخانقاوات، وعملوا على إنعاش الحياة الثقافية في المجتمع المصري بکثرة المناظرات، کما ازدهرت کثير من العلوم الشرعية وغيرها على أيديهم، ولذا أصبح طلاب العلم يصل إليهم العلم دون تعب ومشقة، فأصبحوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع المصري وعاشوا بين المصريين في أمن وأمان
شهد القرنان الخامس والسادس الهجريان نقلة کبيرة في مصر بسبب هجرة الخراسانيين إليها، حيث قاموا بتغيير معالم الحياة السياسية في مصر خلال تلک الفترة، فقد اعتمد عليهم السلطان صلاح الأيوبي في القضاء على الدولة الفاطمية، فکانت الکلمة في ذلک الوقت أقوى من السيف، وبالتالي استطاعوا أن يغيروا بعض الأفکار التي کانت سائدة في المجتمع المصري