اکتسبت أُسرة بنو الرَّدَّاد شهرة فائقة ومکانة متميزة فى مصر خلال العصر الإسلامى من خلال توليتهم لوظيفة قياس النيل وإدارته والإشراف عليه على مر القرون وتتابع الأزمان، ولم تخرج تلک الوظيفة من أيديهم، فکانت تنتقل فى أبناء وأحفاد تلک الأسرة لتصبح متوارثةً فيهم على توالى الأجيال، مع الاحتفاظ بلقب الجد الأعلى، فأصبح کل من يتولى هذه الوظيفة يُلقب بــــ "ابن أبى الرَّدَّاد"، کما اشتهر بيتهم ببيت المقياس على مر العصور والأزمان.
وقد نبغ الکثير من أفراد بنو الرَّدَّاد فى المجال العلمى والدينى والإدارى، وذلک بناء على المستوى الثقافى والمعرفى لهم، وقربهم من السُلطات، وشهرتهم ومکانتهم المجتمعية، فتقلدوا العديد من الوظائف الدينية والعلمية والادارية، کمعلمين للقرآن الکريم، ومؤدبين للصبيان، وفقهاء ومحدثين قاموا بتدريس والقاء العلوم الشرعية، کما اشتغل البعض منهم بوظيفة الإمامة والخطابة والأذان داخل بعض الجوامع والمساجد، فى حين تول أخرون وظيفة الکتابة، وبذلک کانوا على درجة عالية من المکانة المرموقة والمتميزة داخل المجتمع المصرى خلال الفترة الإسلامية.
وارتبطت تلک الأسرة بطبقة الحکام والوزراء والولاة والأمراء وأرباب السيف والقلم والقضاة والوعاظ والقراء برباط وثيق وبالمودة والاحترام المتبادل والتعاون فيما بينهما، ونالوا منهم المکانة المرقومة، والأرزاق الکثيرة، والإنعامات الوفيرة، والخلع الثمينة، والتشريفات المتعددة، ويعود ذلک لمکانتهم السامية عندهم ومدى قربهم منهم.
وقد اتسم الکثيرون من أفراد أسرة بنو الرَّدَّاد بالصلاح والتقوى والنزاهة والأمانة، کما قامت العديد من الروابط والمصاهرات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الرَّدَّادية وغيرهم من الأسر المعروفة بالعلم والدين والمکانة المجتمعية الرفيعة التى تتناسب معهم ومع مکانتهم فى المجتمع، واتخذت بعض بني الرَّدَّاد بعض المواطن لسکنهم ومنازلهم، فى حين تعددت مقابرهم ومدافنهم.