يُعد موضوع المال السياسي للبيعة من أهم الموضوعات التي تبحث في العلاقة ما بين الجند البويهي من ناحية، وعلاقة الجند بالخلافة من ناحية أخرى، وأن الجند في طلب المال لم يراعِ الفرق التي بينهم وبين حکامهم، ولم يحفظوا للخلافة هيبة من ناحية أخرى.
وقد تناولت الباحثة موضوع المال السياسي للبيعة عصر الدولة البويهية في بغداد (372-403ه/ 982-1012م) لما لهذا العصر من أهمية في تاريخ الخلافة العباسية، وکيف کان تعامل الجند مع أمرائه وخلفائه، وکيف کان المال سببًا في التطاول على أحد الأمراء أو الخلفاء، بل وإجبار أحدهم على بيع ما يملک لدفع المال لإرضاء الجند.
لکن هذا الأمر لم يکن مع الأمراء الکبار کالأمير معز الدولة لما له من قوة بأس، ولکن هذا الأمر کان مع بداية ضعف الأمراء البويهيين، حتى أن بعض الأمراء وإن کان وضعهم المادي قليلًا کانوا لا يتهاونون في دفع مال البيعة للجند تجنبًا لعمليات الشغب التي يقومون بها ضدهم. کما أنهم لم يستثنون خلفاء الدولة الإسلامية من هذا التطاول من أجل المال عند بيعتهم للخلافة.