أدى انتصار المرابطين الکبير على القوى النصرانية في موقعة الزلاقة 479هـ/ 1086م إلى سقوط دول الطوائف، وشهدت بداية القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي رد فعل قوي من جانب القوى المنهزمة، ومن أشهرها مقاطعة کاتالونيا التي بدأت منذ تلک الفترة في التوسع على حساب الممتلکات الإسلامية في الشمال الشرقي للأندلس، ويتناول هذا البحث دراسة وتحليل أسباب وأحداث معرکة مهمة لم تأخذ الحيز المطلوب من الدراسة وهي معرکة البورت التي تُعد من أهم المعارک الحربية التي هُزم فيها المرابطون على يد الکاتالونيين، حينما حاول المرابطون الهجوم على مدينة برشلونة بقيادة الأمير محمد بن الحاج کَرَد فعل على الهجمات النصرانية على مدن الثغر الأعلى، ولکن جاءت نتيجة المعرکة قاسية ومأساوية للجيش المرابطي مما جعل لهذه الهزيمة أثر کبير في تغير طبيعة الصراع بين المرابطين والکاتالونيين، ورغم محاولات الجيش المرابطي للعودة مرة أخرى للانتقام من الجيش الکاتالوني إلا أن هذه المعرکة کان لها دور کبير في تصدي مقاطعة کتالونيا لمحاولات سيطرة المسلمين بعدها ولفترة طويلة حتى خرجت تلک المنطقة من حيز المسلمين نهائيًا.