ملخص البحث عربىومما سبق يمکن القول بأن الطرفان السوفيتى والجزائرى قد استفادا معًا جراء هذه المساعدات، فبالنسبة للجانب السوفيتى ارتفعت أسهمه سياسيًا ليس في الجزائر فقط بل في معظم الدول العربية، واتجهت الکثير من الدول العربية ومنها الجزائر ومصر والعراق وسوريا إلى المعسکر الشرقى السوفيتى خلال عقد الستينيات من القرن العشرين.
إذ استطاع الاتحاد السوفيتى تعزيز موقفه العسکرى من خلال المساعدات العسکرية التي قدمها إلى الجزائر، والتي فاقت المساعدات الاقتصادية بکثير، وعلى الصعيد الاقتصادى حصل الاتحاد السوفيتي على ما يحتاجه من المواد الخام والسلع والمنتجات الجزائرية، بل کانت الجزائر أحد الأسواق المهمة لتصريف المنتجات السوفيتية.
أما بالنسبة للجزائر فکانت هذه المساعدات الاقتصادية والفنية لها دورًا مهمًا في مواجهة الأوضاع الاقتصادية التي أضحت عليها الجزائر عيشة الاستقلال، وإعادة وتطوير البنية التحية الاقتصادية الجزائرية، کما ساهمت هذه المساعدات الاقتصادية والفنية الممنوحة وخاصة من المعسکر الشرقى السوفيتى في إعادة بناء الصناعات الثقيلة في الجزائر مثل صناعة الحديد والصلب والألومنيوم، واستصلاح المزيد من الأراضى الزراعية وتطويرها، واستخراج العديد من المعادن والتنقيب عن آبار النفط في صحراء الجزائر الشاسعة، کما ساعدت المساعدات الفنية السوفيتية على وجود خبراء وفنيين جزائريين قادرين على إدارة مؤسساتهم الصناعية والهندسية بأنفسهم بعدما اکتسبوا الخبرات الفنية من الخبراء السوفييت ومن غيرهم.