يعتقد البعض إنه لم يکن هناک تبادل تجاري بين مصر وجزر الهند الشرقية الهولندية (إندونيسيا) حتي عام 1949م؛ حيث إعلان استقلال الجزر، واعتراف مصر بالجمهورية الاندونيسية الوليدة، و توقيع معاهدات اقتصادية و تبادل مذکرات تفاهم بين البلدين، غير أن وثائق الخارجية المصرية کان لها رأي آخر، فقد کان هناک تبادل تجاري بين البلدين سابق لاستقلال الجزر بکثير، و کذلک سابق لمعاهدة الدفع التجارية الموقعة بين البلدين بالأحرف الأولى في أواخر عام 1954م ودخلت حيز التنفيذ من أول يناير 1955م، وربما کان خير ما يمثل هذا التبادل هو حجم العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وسط أحلک الظروف خاصة اثناء الحرب العالمية الثانية (1939- 1945)م ، وتعرض هذه الصفحات أهم ملامح هذا التبادل التجاري بين مصر و جزر الهند الشرقية الهولندية منذ نهاية الحرب العالمية الأولي 1918م، وحتي نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد مثلت هذه السنوات فترة مفصلية في تاريخ کلا البلدين؛ فقد ألقت الحرب العالمية سواء کانت الأولي أو الثانية بظلالها على جميع دول العالم بما فيها مصر و جزر الهند الشرقية الهولندية و أن کان تأثيرها هذا نسبيا ، من دولة لأخري؛ فمصر کان لها نصيب الأسد في هذا الأثر؛ أما جزر الهند الشرقية فقد کانت محتلة من الهولنديين وسرعان ما احتلتها اليابان خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)م، ومع نهاية الحرب واستسلام اليابان عادت إلى الاحتلال الهولندي، غير أنه لظروف داخلية و ضغوط خارجية حصلت جزر الهند الشرقية الهولندية على استقلالها لتصبح جمهورية إندونيسيا في 27 ديسمبر 1949م، واعترفت هولندا رسمياً باستقلالها لتعُرف في الاوساط السياسية و المجتمع الدولي باسم إندونيسيا، ورغم ذلک کان هناک ملامح واضحة للتبادل التجاري بين البلدين.