اعتمدت الصين في سياستها الخارجية تجاه أفريقيا خلال فترة الخمسينيات حتى السبعينيات على مبدأ التعاون؛ لکسر عزلتها الدولية، ومنافسة الاتحاد السوفيتي، ولتقويض شرعية تايوان المعترف بها دوليًا، واتخذت من المعونات والمساعدات الاقتصادية، وتأسيس مشاريع في البنية التحتية آلية لتوطيد العلاقات مع القارة الأفريقية.
فقد لعبت المساعدات والمعونات الصينية دور کبير في التغلغل الصيني في منطقة غرب أفريقيا، لذا رکّزت الدراسة على إحدى دول منطقة غرب أفريقيا، وهي جمهورية سيراليون، تلک الدولة التي کانت مستعمرة بريطانية، وحصلت على استقلالها عام 1961، وأسست علاقاتها مع جمهورية الصين الوطنية، عام 1963، ولکن نتيجة التوغل الصيني في البلاد المجاورة لها، والطفرة الاقتصادية التي أحدثتها في الاقتصاد الوطني، استطاعت بکين أن تجذب سيراليون إلى معسکرها، ونجحت بالفعل أن تؤسس علاقات معها عام 1971، ومن ثمّ طرد البعثة التايوانية من البلاد.
ابتدأت الدراسة بعام 1971، تزامنًا مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين سيراليون وجمهورية الصين الشعبية، وقطع العلاقات مع جمهورية الصين الوطنية، وتولّي سياکا ستيفنزSiaka Stevens رئاسة سيراليون بعد إعلان النظام الجمهوري في البلاد، أمّا عام 1985، فقد شهد انتهاء فترة رئاسته للبلاد.
أما عن محاور الدراسة، فقد تضمنت العناصر الآتية:
أولاً: تأسيس العلاقات بين الصين وسيراليون
ثانيًا: اتفاقيات التعاون الاقتصادي والفني بين الصين وسيراليون
ثالثًا : المساعدات الصينية في المجال الزراعي
رابعًا: المساعدات الصينية في مجالات البنية الأساسية
خامسًا: المساعدات الصينية لسيراليون في المجال العسکري والطبي
سادسًا: مردود المساعدات على الصين