لجرائم السطو وقطع الطرق فى إريتريا تاريخ طويل، أشاع الرعب والفوضى لاسيما فى المناطق الوعرة البعيدة عن العمران، لکن أن تستخدم الدولة الإثيوبية العصابات التى أشاعت ذلک الرعب سياسيًا فهو جديد هذه الدراسة. ومن ثمّ تتناول هذه الدراسة موضوعًا يتعلق باستخدام الدول للعنف السياسى. فقد کانت تلک العصابات يد إثيوبيا غير الشرعية للضغط على الإريتريين لقبول الإنضمام إلى إثيوبيا. وتأتى أهمية هذا الموضوع من أنه يقدمُ نوعًا من الإرهاب الذى مارسته هذه المرة الدولة الإثيوبية ضد المواطنين الإريتريين، فى محاولةٍ منها للتأثير على لجان التحقيق التى شکلتها الأمم المتحدة بشأن إريتريا، وبالتالى ربط إرتريا فيدراليًا بإثيوبيا.
وبالتالى تحاول هذه الدراسة الوقوف على الدور الذى لعبته هذه العصابات باعتبارها أداة أمنية وعسکرية فى يد السلطات الإثيوبية لإرهاب المجتمع الإريترى لقبول قرار الأمم المتحدة عام 1950 بالاتحاد الفيدرالى مع إثيوبيا. وتقوم الدراسة بالأساس على عدة أرشيفات غير منشورة أهمها وثائق الأرشيف البريطانى ووثائق الأرشيف المصرى، بالإضافة إلى وثائق الأمم المتحدة وخاصة تقارير مفوض الأمم المتحدة الذى عينته هذه الهيئة الدولية لاستطلاع آراء الشعب الإريتري فيما يتعلق بمستقبل بلادهم، فکتب عدة تقارير حول الأوضاع فى إريتريا وخاصة ما يتعلق منها بمشکلة الشفتا وغياب الأمن.