المقدمة :
تهدف الدراسة إلى القاء الضوء على أسرة بني أشرف ، ومراحل ظهور أمراء هذه الأسرة في آسيا الصغرى ( ) في النصف الثاني من القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي ، وإبراز دورها السياسي في مناطق نفوذها ، والتعرف على بعض المظاهر الحضارية للإمارة .
وقد ظهر مؤسس أسرة بني أشرف أثناء هيمنة الدولة المغولية الايلخانية ( ) على منطقة آسيا الصغرى ، إذ استغل أمراء بني أشرف ضعف السلطة المرکزية في قونية( ) لا سيما في زمن سلاطين سلاجقة الروم المتأخرين ( ) الذين أعلنوا تبعيتهم للسلطان الايلخاني في تبريز ( ) .
وبنو أشرف من الامارات الترکمانية التي شکلت تهديداَ للنفوذ الايلخاني في آسيا الصغرى ، حيث دعموا حرکات التمرد التي ظهرت ضد الايلخانيين ، والموالين لهم من سلاطين سلاجقة الروم ، فلم يتوانوا عن استغلال الفرص لإضعاف نفوذ الايلخانيين في المنطقة ؛ للوصول إلى تحقيق استقلال سياسي وعسکري لإمارتهم في المناطق التابعة لنفوذهم ، والعمل على تأسيس إمارة ذات سيادة بعيدة عن تسلطات نواب وقادة الايلخانيين ، والأوامر السلطانية من قبل سلطان سلاجقة الروم في قونية ، ولذا شکلوا قوة معارضة ضد التواجد الايلخاني وسلاطين السلاجقة الموالين لهم .
تشمل الدراسة على مقدمة ، وتمهيد ، وثلاثة مباحث ، وخاتمة ، فالتمهيد يحوي الوضع السياسي لمنطقة آسيا الصغرى ، وخضوع دولة سلاجقة الروم فيها للإيلخانيين، وبداية تکون الإمارات الترکمانية في المنطقة .
وتناول المبحث الأول : نشأة إمارة بني أشرف وتوطيد نفوذها في جورجروم ثم بيشهير ، والتوسعات التي أضيفت إلى مناطق نفوذ أمراء بني أشرف