يرجع تاريخ بلاد المغرب إلى عصور بالغة القدم وعلى الرغم من الدراسات والکتابات الکثيرة التى کتبت حول بلاد المغرب لکن هناک الکثير من الغموض يکتنف تاريخ تلک المنطقة ونجد کثير من المعلومات الواردة في کتب بعض المؤرخين والجغرافيين الذين کتبوا عن تاريخها بها بعض الغموض والتناقض بين الروايات ، بجانب التشوية الذى أصاب بعض هذه الکتابات بسبب العصبيات المذهبية أو السياسية ، وقد يکون النظام القبلي الذى ظل سائدا لعصور وقرون إسلامية کبيرة سببا في ذلک الغموض ، اضف إلى ذلک بُعد بلاد المغرب عن مرکز الخلافة الإسلامية مما ساعد على ظهور ونمو الحرکات الکثيرة المختلفة في أفکارها واتجاهاتها السياسية والمذهبية .
أما عن بنى دمر التى نحن بصدد دراستها فهم بطن من بطون زناتة ظهروا ببلاد المغرب ، وکان لهم تاريخهم وحضارتهم الخاصة ، ارتحلت بعض بطون دمر إلى بلاد الأندلس نتيجة لتدخلاتهم في الصراع بين الفاطميين واتباعهم وبين الأمويين وانصارهم ، فاضطروا نتيجة لما تعرضوا إليه من ضغوط للرحيل إلى الأندلس والاندماج في جيوش الخلافة ، وکان لهم دور کبير في الصراعات والفتن التى حدثت في قلب الخلافة الأموية بالأندلس حتى سقطت الخلافة استطاع بطنان من بطون دمر أن ينشأ کل منهما إمارة تابعة له في فترة ملوک الطوائف ، ودخلوا في علاقات وصراعات مع باقي الطوائف التى ظهرت بالأندلس ، وهما " بنو برزال في قرمونة " " وبنو دمر في مورور " وانتهى وجودهم في الأندلس نتيجة لصراعاتهم المستمرة مع بنى عباد في إشبيلية .