الفاروقيون ودورهم السياسي والحضاري في خاندش ببلاد الهند
( 784 – 1009هـ / 1382 – 1601م )

بدأ الضعف يتسرب إلى کيان الوجود الإسلامي بالهند منذ أواخر عهد محمد بن تغلق وبداية عهد فيروز شاه ، فقد ضعف سلطان دهلي ، إلا أن الغزو التيموري کان هو العامل الأکبر الذى أدى إلى تفکک هذه الدولة وظهور ملوک الطوائف حيث قام الأمراء في أقطار الهند متغلبين على بلادهم ، کمالوه ، والکجرات ، وجونبور والدکن وغيرها وکان من ضمن الإمارات التي استقلت إمارة خاندش التي استقلت على يد الأسرة الفاروقية
أول من نال الإمارة بخاندش هو ملک أحمد المشهور بـ ملک راجا وسموا بالفاروقيين لأنهم يدعوا نسبهم إلى الخليفة عمر بن الخطاب . بعد موت ملک راجا آل کل شيء في الحکم إلى ابنه نصير خان وفي عهده امتد نفوذ الأسرة الفاروقية ، کانت خاندش في بدايتها تدين بالولاء للکجرات ، ولکن مع مرور الزمن أصبحت خاندش تحت حکم الفاروقيين تتمتع بنفوذ وقوة جعل لها السيادة

دخلت خاندش في ظل حکم الأسرة الفاروقية في علاقات متنوعة مع الإمارات والقوى المجاورة لها ، ظهر من خلال هذه العلاقات الدور السياسي المهم الذى لعبته تلک الإمارة في المنطقة ، وقد حکم الفاروقيون خاندش لفترة امتدت تقريبا لمائتين وخمس وعشرين سنة هجرية وسقطت على يد السلطان جلال الدين أکبر

کان للفاروقيين دور حضاري لا يقل أهمية عن دورهم السياسي فقد کان لهم نصيب من التجارة وطرقها عبر بلادهم ، کذلک أهتموا بفنون العمارة ، وأهتموا أيضا بالعلم والعلماء فقربوا العلماء واهتموا بالتعليم ومؤسساته حتى أصبحت خاندش في ظل حکمهم جاذبة للعلماء من کافة البلدان