کانت الإمبراطورية "دولة مکرسة للعمل الخيري" وکان البيزنطيون مهتمين کثيرًا بالفضائل: کالعدالة، والعمل الاجتماعي، والعمل الخيري، والأعمال الإنسانية بشکل عام، وهو ما يعبر عن فلسفة المجتمع البيزنطي تجاه أعمال الخير والإحسان تلک الفلسفة النابعة من روح العمل الخيري المسيحي والمستمد من تعاليم الکتاب المقدس ورجال الکنيسة، بوصف المجتمع البيزنطي مجتمعًا متدينًا وأن الکنيسة بالنسبة له هى الحکم الرئيس علي الأخلاق العامة والخاصة، وقد سعي الأباطرة بوصفهم خلفاء للرب علي الأرض، دائمًا للتأکيد علي هذه الروح الإجتماعية الطيبة وحس المواطنين علي التفاني وحب الآخر، سعيًا للخلاص الأبدي للفرد والمجتمع ککل.
وتهدف هذه الدراسة إلي معالجة عدة نقاط أهمها: فلسفة المجتمع البيزنطي الخيرية، ودور الإمبراطور البيزنطي إلکسيوس الأول کومنينوس(1081-1118م) فى أعمال الخير والإحسان وموقفه من المرضي والعجائز وذوي الاحتياجات الخاصة ودعمه للرهبان ورجال الدين، وموقفه من أسري الحروب، وأعدائه، ودعمه لحقوق الأرامل، وأهتمامه الخاص بالأيتام، وأعماله الإنشائية في هذا الصدد، تلک الأعمال التي جعلته في مصاف الأباطرة الأکثر إحسانًا عبر تاريخ الإمبراطورية الطويل.