تأتي هذه الدراسة کاشفة عن جانبٍ مهمٍّ في العلاقات بين المماليک والعثمانيين، من خلال وثيقة جديدة لم يسبق نشرها أو دراستها، ذات قيمة تاريخية کبيرة، تشتمل على قائمة هدايا الأمير محمد بن قَانصُوه الغَوري إلى السُّلْطان سليم الأول في أول المحرم سنة 923هـ/24 يناير 1517م، وهي عبارة عن صورة أو نسخة نقلت من الوثيقة الأصلية التي لم يُعثر عليها. وتکمن أهميتها کونها تغطي النقص الذي تسببت فيه قلة الکتابات التاريخية التي تناولت هذه الفترة الفاصلة في تاريخ مصر عقب دخول العثمانيين واستيلائهم عليها.
وتضمنت الدراسة ثلاثة محاور رئيسة: جاء أولها لتسليط الضوء على حياة الأمير محمد بن قَانصُوه الغَوري وظهوره على مسرح الأحداث السياسية، وتقلّده عددًا من الوظائف الکُبرى المُهمة خلال فترة زمنية قصيرة خلال سلطنة والده، التي فقدها بعد مقتل والده في معرکة مرج دابق، وتدهور علاقته مع ابن عمه السُّلْطان طومان باي الذي عزله وصادر أمواله، وقد أجهض کل ذلک أي رغبة لديه في الوصول إلى منصب السلطنة. وعالج ثانيها العلاقة بين الأمير محمد بن الغَوري والسُّلْطان سليم الأول، بعد هزيمة المماليک في معرکة الريدانية، والأسباب التي وراء هذا التقارب السياسي فيما بينهما. وتناول المحور الثالث قائمة الهدايا بالشرح والتحليل، والأسباب الدينية والثقافية والتاريخية التي حکمت اختيارها، ثم دراسة الوثيقة من حيث الشکل والمضمون، وقراءة نصها والتعليق عليها.