تظهر أهمية مشاركة المجتمع المدني للحكومة والقطاع الخاص في مصر، في ضوء التحديات الدولية والإقليمية والمحلية، واستجابة للجهود الحثيثة للدولة المصرية في العقد الأخير نحو التنمية الشاملة والمستدامة. ويشكل الشباب المتعلم المؤهل عنصرا ضروريا لهذه التنمية. ومن هنا يركز هذا البحث على استكشاف الصورة الذهنية لمنظمات المجتمع المدني لدى الشباب الجامعي المصري، واتجاهاتهم نحوها. عن طريق بحث وصفي استخدم منهج المسح بالتطبيق على عينة من طلاب عشرة جامعات ومعاهد عليا حكومية وخاصة في مصر، مطبقا أداة الإستبيان الإلكتروني على عينة بلغت 397 مفردة. ومسترشدا بنظريتي التفاعلية الرمزية والبنائية الوظيفية.
وكشف البحث عن مجموعة من النتائج أبرزها: أن لمنظمات المجتمع المدني العاملة بمصر صورة إيجابية لدى الشباب الجامعي، وهذه الصورة تربطها علاقة دالة إحصائيا وموجبة باتجاهات الشباب نحو هذه المنظمات والتي أتت في مجملها إيجابية أيضا. وللذكور من الشباب اتجاهات إيجابية أكبر من الإناث نحو منظمات المجتمع المدني، كما يمتاز أصحاب الدخول الإقتصادية المنخفضة نسبيا باتجاهات معرفية أقوى نحو منظمات المجتمع المدني العاملة في مصر.
ويمكن التعبير عن صورة منظمات المجتمع المدني المصري لدى الشباب الجامعي المصري في كونها "إيجابية، ترتبط بفعل الخير وتنمية المجتمع ومساعدة المحتاجين، وتركز على التكافل الإجتماعي وتقديم الخدمات الصحية، وتعتمد في تمويلها على تبرعات المصريين، كشريك للحكومة في خدمة المجتمع، ويشارك فيها خيرة شباب مصر، وتؤدي دورا حيويا يؤثر في حياة ملايين المصريين، وتحاول العمل رغم القيود والضغوط التي تتعرض لها، وهي ظاهرة أصيلة وقديمة في المجتمع المصري".
كما تشكل وسائل الإعلام الرافد الأساسي في معرفة الشباب الجامعي المصري بمنظمات المجتمع المدني وأنشطتها في المجتمع. ويعد البعد المكاني هو المحدد الأهم لمشاركة الشباب في أنشطة منظمات المجتمع المدني، إلى جانب سهولة التواصل معها وتأثير الأهل والمعارف.