استهدفت الدراسة تحليل العوامل المؤثرة علي نية العملاء لتبني الخدمات البنكية الرقمية ، وذلك بهدف رصد التحديات والفرص التى قد تواجه مستقبل الخدمات البنكية الرقمية في مصر، ودراسة نية العملاء للاستمرار في استخدامها كبديل عن الخدمات البنكية التقليدية ،ووصولاً إلي توصيات وحلول مقترحة لتعزيز التحول البنكي الرقمي، وقد تم إجراء الدراسة على عينة متاحة من787 مبحوث من عملاء البنوك العاملة في مصر، واستخدمت الدراسة أداة الاستقصاء الإلكتروني لدراسة اتجاهات المبحوثين وتقييمهم لخصائص ومزايا الخدمات البنكية الرقمية ونواياهم السلوكية نحو تبني واعتماد هذه الخدمات بشكل مستمر، وذلك في ضوء النموذج المقترح للدراسة والذى طورته الباحثة استناداً علي نموذج قبول التكنولوجيا ؛ وكشفت نتائج الدراسة المسحية أن العوامل التكنولوجية كانت الأكثر تأثيراً علي نية العملاء لتبني الخدمات البنكية الرقمية بنسبة42% ،وأهمها إدراك العميل لفوائد الخدمات الرقمية ،يليها تأثير العوامل الإتصالية بنسبة 31% وأهمها كفاءة المعلومات المالية التى تقدمها الخدمات الرقمية من حيث مدي دقتها وصحتها وتحديثها باستمرار ،يليها التأثير الإجتماعي لزملاء العمل والأسرة والتشجيع علي الاستخدام والتبني بنسبة 20 %، بينما كانت العوامل النفسية مثل درجة الأمان وخصوصية البيانات الشخصية هي الأقل تأثيراً علي نية العملاء لتبني الخدمات البنكية الرقمية بنسبة 7% فقط . كما كشفت النتائج أن من أكبر التحديات التى تواجه تبني الخدمات البنكية الرقمية هو انخفاض النية السلوكية لدي كبار السن ومتوسطي التعليم وهو ما يتطلب تحفيز هذه الفئات لتجربة الخدمات الرقمية لأن ذلك يعزز استخدامها الفعلي ، كما أن البنوك في حاجة لتطوير حملاتها الإعلانية لتكون أكثر تأثيراً بتوجيهها لهذه الفئات وإقناعهم بمزايا الملائمة والراحة ،والتأكيد في رسائلها الإعلانية علي الموثوقية وأن الخدمات الرقمية قادرة علي إدارة شكاوي العملاء بسهولة وفعالية ،وأنه من المستحيل أن تتعرض العمليات المالية الرقمية لأية أخطاء ، كما أن البنوك في حاجة إلي استحداث نظم تقنية لتسهيل استخدام الخدمات البنكية الرقمية لمتوسطي ومنخفضي التعليم مثل بصمة الإصبع، وبصمة العين، والبصمة الصوتية.