تهدف هذه الدراسة إلى معرفة دَور شبكات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام السياسي لدى طلبة جامعة اليرموك. وتكمن أهمية هذه الدراسة في سبر غور إحدى المواضيع الإعلامية التي قلما تناولها الباحثون بالدراسة والتقصي والتي تدور حول قدرة هذه المِنصّات الرقمية على توجيه الشباب نحو تبنّي فكرة أو قضية محدّدة تساهم في تشكيل الرأي العام السياسي لديهم. ومن خلال تأسيس الإطار النظري على نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، تم استخدام منهج المسح على عينة حصصيه من طلبة جامعة اليرموك بلغت (400) مفردة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج من أهمها أن النسبة الأكبر من المبحوثين يعتمدون بدرجة مرتفعة على شبكات التواصل الاجتماعي لمتابعة الأحداث والقضايا السياسية بنسبة (49.3%)، وجاءت "فيسبوك" بمتوسط حسابي (2.27)، و"تويتر" بمتوسط حسابي (1.78). كما اتضح بأن هذه المِنصّات تساهم في تشكيل الرأي العام السياسي حول الأحداث والقضايا السياسية لدى المبحوثين وبدرجة مرتفعة. وقد تمثلت أبرز أشكال مساهمة هذه الشبكات التواصلية الرقمية في تشكيل الرأي العام السياسي حول الأحداث والقضايا السياسية في "زيادة الوعي السياسي" بمتوسط حسابي (2.21). وتجدر الإشارة الى أن هنالك علاقة ارتباطية بين درجة اعتماد المبحوثين على شبكات التواصل الاجتماعي لمتابعة الأحداث والقضايا السياسية، ودرجة مساهمة هذه الشبكات في تشكيل الرأي العام السياسي، بالإضافة إلى وجود علاقة بين درجة اعتماد المبحوثين على هذه المِنصّات الاجتماعية لمتابعة الأحداث والقضايا السياسية والآثار الناتجة عن هذا الاعتماد. وفي ضوء هذه النتائج، توصي هذه الدراسة بضرورة عقد مؤتمرات ودَورات تثقيفية من قبل الجهات المعنية بالشباب لتوعيتهم بالسلبيات والإيجابيات للمضامين التي تعرضها شبكات التواصل الاجتماعي، وكيفية التعامل مع هذه الشبكات بالطريقة الصحيحة، ناهيك عن زيادة التفاعل الرقمي من قبل ذوي الاختصاص من أصحاب الخبرات بهدف تناول قضايا سياسية بالمناقشة والحوار بمشاركة الشباب وانخراطهم بفاعلية حتى يتم تشكيل الرأي العام لديهم بحذر ووضوح بعيدا عن التلاعب بآرائهم وتوجيهها باتجاهات مضللة لا تخدم الصالح العام.