تحرص المملکة العربية السعودية على ترسيخ مفهوم الأمن الفکري بين أفراد المجتمع وتربية نشء سليم فکريًا ومعتدل دينيًا يتمتع بالقدرة على التعامل مع الانفتاح الثقافي وتقبل الرأي الآخر، من خلال المؤسسات الاجتماعية (مثل الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل التواصل الاجتماعي) والنخب الاجتماعية.
ونظرًا لارتفاع استخدام الشباب الجامعي لوسائل التواصل الاجتماعي وفاعليتهم في طرح الأفکار والموضوعات من خلالها، جاءت هذه الدراسة لتبحث بشکل عميق في مدى معرفة الشباب الجامعي بمفهوم الأمن الفکري، وأهم المؤسسات الاجتماعية التي تسهم في إدراکهم لهذا المفهوم بمختلف أبعاده الدينية والوطنية والثقافية والاجتماعية، ومدى إسهامهم في تعزيز الأمن الفکري بمختلف هذه الأبعاد على وسائل التواصل الاجتماعي, وذلک باستخدام نظرية المسئولية الاجتماعية والمنهج النوعي من خلال إجراء مقابلات شخصية مع 20 طالبًا وطالبة في جامعة الملک عبدالعزيز.
أثبتت الدراسة في نتائجها وعي ما يقرب من أکثر من نصف المبحوثين بمفهوم الأمن الفکري، کما أکدت أهمية الأسرة والتعليم ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الأمن الفکري لدى الأفراد. وأضافت النتائج أن للشباب الجامعي دورًا واسعًا ونشيطًا في تعزيز الأمن الفکري لدى الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث لديهم الوعي الکافي فيما يتعلق بالنواحي الدينية والوطنية والثقافية والاجتماعية, وهو ما سيتم مناقشته في الدراسة بشکل موسع.