تهدف هذه الدراسة إلى استکشاف التحولات الجديدة في آليات الاتصال السياسي في البيئة الرقمية من خلال رصد الجديد بمجال تحليل البيانات والاستهداف السياسي الدقيق للجمهور Political Micro-Targeting ، بالاعتماد على منهجية تحليلية ترکز على رصد عمق التحول في آليات الاتصال السياسي،ورصد الممارسات الحديثة في الحملات السياسية بالتجربة الأمريکية والأوربية في بيئة الإعلام الرقمي واستشراف آفاق ممارستها في التجربة المصرية، والتي مثلت فيها التغيرات في بيئة الاتصالات السياسية تطوراً في توظيف استخدامات الوسائل الاتصالية المختلفة، إلى طريقة متکاملة لإدارة السياسة.
توصلت الدراسة لعدد من النتائج منها، أن السياسات والاستراتيجيات الاتصالية في المجال السياسي طورت کثيراً من الأدوات والمناهج باستحداثها استراتيجيات الاستهداف الدقيق" Micro –Targeting"، وکذلک Advanced Audience Segmentation أو التقسيم المتقدم والدقيق للجمهور المستهدف،  کذلک لم يقتصر الأمر في مجال الحملات السياسية الأمريکية، وتقنياتها، على مجالات استخدام الشبکات الاجتماعية وتوظيفها، إلا أن الاهتمام بدأ يتزايد کذلک بتطوير البرمجيات والتطبيقات التي لديها القدرة على تحليل البيانات في کلا الاتجاهين، الأول- قواعد معلومات الناخبين، والثاني- البيانات المتحصل عليها من خلال الأجهزة الذکية " Mobile Environment"، وبالنسبة لمجال الحملات السياسية في أوروبا هناک زيادة في استخدام نفس نهج ممارسات تحليل البيانات والاستهداف السياسي الدقيق للجمهور کما بالتجربة الأمريکية، إلا أن ما يعيق الممارسات السياسية في أوروبا، وجود بعض العوائق على رأسها قوانين حماية البيانات، والتي تمنع استخدام السياسيين لبيانات الناخبين، حيث إن التوسع في هذا الاستخدام، والتعرض لبيانات الناخبين بهذه الدقة والتحليل يتعارض مع حرية الناخبين، ويعد بمثابة اقتحام من السياسيين لخصوصية الأفراد، وبالنسبة للحملات السياسية التي تقوم بها الأحزاب المصرية وممارستها في بيئة الإعلام الرقمي يمکن القول إنها مازالت تفتقر إلى استثمار التطور التکنولوجي في مجال الإعلام الإلکتروني بالآليات التي وصلت إليها کل من التجربة السياسية الأمريکية والأوربية.