تمثل العلاقات بين الصين وإفريقيا علاقة ذات طبيعة خاصة يحکمها المعيار الاقتصادي في ظاهرها بينما تغلفها النواحي السياسية والاستراتيجية والاجتماعية في باطنها فالصين تعد حاليًا هي المستثمر الأول في دول القارة الافريقية وتستحوذ على أغلب المشروعات في مجالات الطاقة والبنية التحتية التي تشکل العصب الرئيسي للتنمية المحلية في دول القارة. وتغيرت النظرة إلى الصين وأنظمتها الاقتصادية الاشتراکية لتتحول إلى نظرة قبول ورضا من جانب الدول الإفريقية ذات النظام الاقتصادي الحر ومن هنا کان لابد من التعرف على الخطاب الخاص بالصحف الرسمية نحو هذه العلاقات الاقتصادية البينية ذات الطبيعة المتغيرة، بين اقتصاد اشتراکي واقتصاد حر، باستخدام المنهج السيميولوجي وأسلوب المقارنة المنهجية لمقارنة الدلالات التأويلية لخطابات الصين وجنوب إفريقيا وموريتانيا وإثيوبيا الرسمية حول هذه العلاقات والمعاني الظاهرة والکامنة التي تعتمد عليها المواقع الصحفية الرسمية في بث خطاباتها مع تحديد القوى الفاعلة المحرکة لهذه الخطابات والأدوار المنسوبة لها وکيفية ظهورها سواء بشکل صريح أو ضمني کعنصر محرک للأحداث وقد أثبتت الدراسة أن الخطابات الصحفية على اختلاف الدول واختلاف أنظمتها الحاکمة مالت إلى استخدام الدلالات العاطفية لجذب التأييد الشعبي لهذه الاستثمارات بالإضافة إلى الدور الذي لعبته الصين بالفعل في تنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية الافريقية حتى وأن کانت الجدوى الاقتصادية منها لم تکن ظاهرة حتى الان وأن نمط الاقتصاد الاشتراکي أثر بالفعل على أنظمة الاقتصاد الحر في الدول الافريقية ککل وأصبحت تنظر له نظرة تقدير.