سعت هذه الدراسة إلى الکشف عن الأطر الإعلامية التي قدمتها عينة من الصحف المصرية والسودانية والإثيوبية في معالجتها لأزمة سد النهضة مع دراسة أسباب الأزمة والمقترحات التي قدمتها الصحف لها، وکذلک وظائف الأطر والقوى الفاعلة، والأدلة والبراهين التي استشهدت بها. واختار الباحث ثلاث صحف بعد إجراء دراسة استطلاعية على الصحف المصرية والسودانية والإثيوبية، وفي النهاية وقع الاختيار على ثلاث صحف وهى: صحيفة الأهرام کممثلة عن الصحف المصرية، وصحيفة السودان اليوم کممثلة عن الصحف السودانية، وصحيفة The Reporter الإثيوبية، وانتهت الدراسة إلى عدة نتائج:
سيطر إطار التفاوض، وإطار التعاون والتفاهم، وإطار المماطلة والمراوغة، وإطار إثارة المخاوف على معالجة صحيفة الأهرام للأزمة، بينما سيطر إطار الصراع والخلاف، وإطار التحذير وإثارة المخاوف، وإطار فرض سياسة الأمر الواقع على معالجة صحيفة السودان اليوم للأزمة، في حين سيطر إطار الهجوم، وإطار الاحتکار والهيمنة، وإطار إظهار مزايا السد، وإطار الحرب العسکرية على معالجة صحيفة The Reporter الإثيوبية لازمة سد النهضة.اتفقت صحيفة الأهرام والسودان اليوم على أن أهم أسباب أزمة سد النهضة تمثلت في إصرار إثيوبيا على الملء الأحادي للسد دون الاتفاق المسبق مع مصر والسودان، وأيضا الخلافات الجوهرية بين الدول الثلاث على المستويين الفني والقانوني بالنسبة لفترة ملء وتشغيل السد، هذا بجانب امتناع إثيوبيا عن تزويد اللجان الفنية بتقارير حول حقيقة الأوضاع الإنشائية وأنظمة أمان السد والمخاوف من عدم قدرة السد على احتمال الضغوط المائية المتوقعة وتجاوز لمطالب الأمان الهندسي. ويمکن تفسير اتفاق صحيفتي الأهرام والسودان اليوم على هذه الأسباب إلى تشابه موقف الدولتين تجاه الأزمة ورؤيتهما أن إثيوبيا ليس لديها نية جادة للتفاوض بقدر ما لديها إصرار وتعنت في ملء السد بشکل أحادي وفردي.