تعد السیمیائیة أحد أهم آلیات التواصل فی أي خطاب, ومتى تم التواصل بین مرسل ومتلقی فثمة خطاب, ویعد أی شکل من أشکال التواصل بین الخطابات مستخدم أساسی للرموز والشفرات التی توظف فی إنتاج المعنی وتوصیله, تقوم أیضاً السیمیائیة بفتح أفاقاً جدیدة لدینا فی طریقة تعاملنا مع العالم حولنا عن طریق إعادة النظر فی طریقة التعامل مع مظاهر الوجود الیومی, فکل مظاهر الحیاة الیومیة من فرح وحزن وبکاء وسعادة والطقوس الاجتماعیة وإشارات المرور شکلاً من أشکال السیمیائیة, وبما أن صورة المرأة فی الإعلانات تعد شکل من أشکال الرموز والدلالات السیمیائیة التی تُستخدم من أجل إیصال هدف المنتج والمعلن, وتحاول الباحثة فی هذه الدراسة التعرف على الشفرات والرموز اللفظیة وغیر اللفظیة وغیرها من الموضوعات السیمیائیة لتساعدنا علی فهم هذه الصورة وتحلیلها ومعرفة النتائج المترتبة علی ذلک، ویمکن صیاغة المشکلة البحثیة فی هیئة تساؤل رئیسی: ما هو دور المنطوق ودلالة الصورة فی الخطاب الإعلانی عبر المواقع الإلکترونیة فی الترویج للسلع المصاحبة لصورة المرأة؟
وتم تحلیل خمسة نماذج إعلانیة لمواقع مختلفة تهتم بالشأن النسائی من خلال تحلیل العلامات البصریة والعلامات اللسانیة، وتوصلت الدراسة إلى أن النسق الأیقونى والنسق اللسانی یشکل وحدة متکاملة فی الصورة الإعلانیة، فالنسق الأیقونى یرکز على جسد المرأة بهدف الإغواء والتأثیر والنسق اللسانی یوجه القارئ نحو قراءة محددة تحرک مشاعر المتلقی وتدفعه للمتابعة، ویشکل الترکیز على صورة المرأة العصریة بالإعلان اختراقاً وتأثیراً مباشراً للقیم الاجتماعیة والثقافیة والدینیة للبیئة العربیة