نظراً أن البحث العلمي في المجتمعات الحديثة يُمثل وزناً کبيراً في تدعيم البنيان المجتمعي وقوه لا يُستهان بها في احداث التطور والتقدم لما له من دور فاعل في توليد المعرفة واثرائها، وأن مستوى الباحث العلمي والکفاءة التي يتصف بها أثناء انجاز البحث العلمي من أهم عوامل تحقيق اهداف البحث العلمي؛ فيُمکن القول أن مقدار العناية والاهتمام بالکفايات البحثية لطلاب الدراسات العليا في أي مجتمع ينعکس على الارتقاء بالبحث العلمي وجودة الإنتاجية البحثية، علاوة على أهمية مجال الاعلام التربوي عامة والإذاعة والتلفزيون التعليمي خاصة وعمق الدور الذي تستطيع بحوث الإذاعة والتلفزيون التعليمي تقديمة لدعم التعليم والمجتمع سواء، وهذا الدور لن يکتمل تحقيقه إلا عن طريق التنوير البحثي والعلمي لطلاب الدراسات العليا واثراء کفاياتهم البحثية التي تُؤهلهم الى انتاج بحوث علمية ذات مغزى وهدف تخدم المجتمع وتُقدم واقعاً ونتائج علمية تصب في رکب التنمية والتقدم، وقد لاحظت الباحثة بحکم طبيعة عملها ضعف مستوى طلاب الدراسات العليا ونقص کفاياتهم البحثية اللازمة لإجراء بحوث علمية جاده هادفه، وقد تکون الطرق التقليدية التي مازالت تُستخدم في تنمية کفايات البحث العلمي احدى عوامل ضعف مستوى الطلاب؛ مما استدعي البحث عن طرائق واستراتيجيات حديثة تُسهم في تنمية وتطوير الکفايات البحثية للطلاب؛ ومن هذا المنطلق حاول البحث الحالي دراسة استراتيجيتي التعلم بالأقران والتعلم الذاتي باعتبارهما من الاستراتيجيات التعلُمية والتعليمية الحديثة ذات الريادة في تطوير العملية التعليمية ورفع مستوى الطلاب، ومُحاولة استکشاف مدى فاعليتهما في تنمية کفايات البحث العلمي لدى طلاب الدراسات العليا واتجه البحث الحالي الى التطبيق على بحوث الاعلام التربوي إذاعة وتلفزيون تعليمي.  
    ومن ثَمً تحددت مشکلة البحث الحالي في ضعف الکفايات البحثية لطلاب الدراسات العليا في الاعلام التربوي تخصص الإذاعة والتلفزيون التعليمي، وعلاج هذه المشکلة يکمن في الإجابة على التساؤل الرئيسي التالي:-
 ما فاعلية استراتيجيتي التعلم بالأقران والتعلم الذاتي في تنمية الکفايات البحثية لدى طلاب الدراسات العليا في الاعلام التربوي تخصص الإذاعة والتلفزيون التعليمي؟
وينبثق من التساؤل الرئيسي التساؤلات الفرعية التالية:-
1- ما مدى امتلاک طلاب الدراسات العليا في الاعلام التربوي تخصص الإذاعة والتلفزيون التعليمي الکفايات البحثية قبل تطبيق البرنامج التجريبي؟
2- ما مدى امتلاک طلاب الدراسات العليا في الاعلام التربوي تخصص الإذاعة والتلفزيون التعليمي الکفايات البحثية بعد تطبيق البرنامج التجريبي؟
3- ما مدى فاعلية استخدام استراتيجية التعلم بالأقران في تنمية الکفايات البحثية لدى طلاب المجموعة التجريبية الأولى؟
4- ما مدى فاعلية استخدام استراتيجية التعلم الذاتي في تنمية الکفايات البحثية لدى طلاب المجموعة التجريبية الثانية؟
 ويؤکد البحث الحالي على أهمية الدور البارز للجامعة في مجال البحث العلمي ومُحاولة تطويره من خلال تطوير قدرات طلاب الدراسات العليا حيث أن الکثير منهم لا يمتلک الکفايات البحثية اللازمة لإنتاج بحث علمي جاد، وبالتالي غير قادرين على مواجهة التحديات التي تفرضها أسئلة البحث ونتائجه.
     وذلک ما دعي الباحثة في البحث الحالي الى تسليط الضوء على توظيف الاستراتيجيات الحديثة في تنمية الکفايات البحثية للطلاب وزيادة کفاءتهم وفعاليتهم، وهذا على المدى القصير يُسهم في تجويد العملية التعليمية البحثية وعلى المدى الطويل يُحقق مُعدل أعلى في مجال التنمية البشرية والمجتمعية.
    واتجهت الباحث تحديداً في البحث الحالي الى توظيف استراتيجيتي التعلم بالأقران والتعلم الذاتي في تنمية الکفايات البحثية لطلاب الدراسات العليا في الاعلام التربوي بالتطبيق على بحوث الإذاعة والتلفزيون التعليمي، والنتائج التي انتهى اليها البحث الحالي تُعد دعوه الى الدارسين والباحثين بُمحاولة توظيف النظريات والاستراتيجيات الحديثة واختبار فاعليتها في مجالات علمية بحثية أخرى.
    والبحث العلمي لابد أن يتصدر قائمة أولويات الدراسات والبحوث العلمية وأن يکون محور تفکير واهتمام الدارسين والباحثين؛ فالبحث العلمي يُعد من المهام الأساسية للجامعات والجهات المهتمة بالتعليم العالي الذي يحوي في أبسط قواعده مُساعدة طلاب الدراسات العليا على بناء کفاياتهم البحثية ومنهجيات إدارة البحث العلمي، والجامعة باعتبارها أحد أهم أشکال التعليم العالي مسؤوله مسؤولية مباشره عن بناء وتنمية القدرات والکفايات البحثية للطلاب.