يهدف البحث إلي التعرف علي کثافة تعرض الشباب المصري لدراما التليفزيون، ثم تحديد مستوي الرضا الاجتماعي لديهم، والعلاقة بين کثافة هذا التعرض ومستوي الرضا الاجتماعي لدي الشباب، فضلا عن دراسة تأثير کل من مستوي التوقعات الاجتماعية لدي الشباب، ودوافع التعرض لدراما التليفزيون، ومستوي الانتباه أثناء التعرض، ومستوي إدراک الشباب لواقعية المضمون المقدم بها، والمتغيرات الديمغرافية لهم؛ تأثيرها علي هذه العلاقةتشير نتائج الدراسة الميدانية إلي أن کثافة تعرض الشباب المصري لدراما التليفزيون جاءت متوسطة أو مرتفعة الکثافة لدي الغالبية العظمي من مفردات العينة، وجاءت الدوافع بوجه عام متوسطة القوة ثم قوية لدي النسبة الأکبر من الشباب المصري، کما جاءت نسبة غير قليلة ممن لديهم دوافع وظيفية وطقوسية قوية للتعرض للدراما التليفزيون، ويمکن تفسير ذلک في ضوء ما سبقت الإشارة إليه من أن الدراما التليفزيونية تعد مصدرا للتأثير علي المشاهد من خلال ما تقدمه من نماذج وصور جديدة ومتنوعة للحياة اليومية عامة والعلاقات الإنسانية خاصة، وبما تقدمه من عالم رمزي للعديد من الأشخاص والأماکن وعادات وتقاليد الشعوب الأخرى، خاصة لدي الأشخاص الذي يعتبرون مشاهدة التليفزيون بوجه عام والدراما بشکل خاص من الأنشطة اليومية الرئيسية لديهم(عبد الله، مروة محمود، 2014: 3 )
کما خلصت نتائج الدراسة الميدانية إلي أن مستوي انتباه الشباب المصري أثناء التعرض لدراما التليفزيون جاء متوسط القوة أو ضعيفا لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة، وتتفق هذه النتيجة مع ما أشارت إليه نتائج الدراسة الميدانية (جدول رقم 13، 14) من قوة الدوافع الطقوسية لتعرض الشباب المصري لدراما التليفزيون إذا ما قورنت بالدوافع الوظيفية لديهم، وهذا ما يمکن تفسيره في ضوء طبيعة دراما التليفزيون التي ترتبط دائما بالتسلية والترفيه لدي الجمهور المصري.
وانتهت الدراسة الميدانية فيما يتعلق بمستوي إدراک الشباب المصري لواقعية مضمون دراما التليفزيون إلي أنه جاء مرتفعاً أو متوسطاً لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة، وتتفق هذه النتيجة مع ما خلصت إليه نتائج الدراسة الميدانية ( جدول رقم 13 ) من أن الدوافع الوظيفية جاءت قوية لدي النسبة الاکبر من الشباب المصري عينة البحث.
ويمکن تفسير ذلک في ضوء ما سبقت الإشارة إليه من أن الدراما التليفزيونية تعد مصدرا للتأثير علي المشاهد من خلال ما تقدمه من نماذج وصور جديدة ومتنوعة للحياة اليومية عامة والعلاقات الإنسانية خاصة(عبد الله، مروة محمود، 2014: 3 )
 کما أشارت نتائج البحث فيما يتعلق بمستوي التوقعات الاجتماعية لدي الشباب المصري أن مستوي التوقعات جاء مرتفعاً أو متوسطاً لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة، وتتفق هذه النتيجة مع ما أشارت نتائج الدراسة الميدانية ( جدول رقم 13 ) من أن الدوافع الوظيفية جاءت قوية لدي غالية الشباب المصري عينة البحث، وما أشارت إليه أيضا نتائج الدراسة (جدول رقم  18) من أن  مستوي إدراک الشباب المصري لواقعية مضمون دراما التليفزيون جاء مرتفعاً أو متوسطاً لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة.
کما تتفق مع ما أشارت إليه نظرية التوقعات الاجتماعية من أن وسائل الاتصال الجماهيرية تعد مصدرا مهما للتوقعات الاجتماعية النموذجية حول التنظيم الاجتماعي لجماعات معينة في المجتمع الحديث(زايد، إيمان عبد الحکيم أحمد، 2016: 47)
ويمکن تفسير هذه النتيجة أيضا في ضوء ما سبقت الإشارة إليه من أن الدراما تؤثر في تشکيل إدراک الأفراد واتجاهاتهم المستقبلية وعلاقاتهم بالآخرين(اتحاد الإذاعة والتليفزيون،2004: 49) حيث تقدم تجارب إنسانية مشترکة بين کل البشر علي اختلاف مستوياتهم التعليمية والثقافية وعلي اختلاف انتماءاتهم وأيديولوجياتهم الفکرية(فؤاد، ياسمين أحمد ، 2015: 2)
وأفصحت نتائج الدراسة فيما يتعلق بمستوي الرضا الاجتماعي لدي الشباب المصري أن مستوي الرضا الاجتماعي جاء مرتفعاً أو متوسطاً لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة، وتتفق هذه النتيجة مع ما خلصت إليه نتائج الدراسة الميدانية ( جدول رقم 20 ) فيما يتعلق بمستوي التوقعات الاجتماعية لدي الشباب المصري من أن مستوي التوقعات جاء مرتفعاً أو متوسطاً لدي الغالبية العظمي من أفراد العينة.
کما تتفق هذه النتيجة أيضا مع ما أشارت إليه نظرية التوقعات الاجتماعية من أن وسائل الإعلام تؤثر بشکل کبير علي کيفية عرض المشکلات الاجتماعية وکيفية تأثيرها علي توقعات الجمهور وتحفيز سلوکهم Edward W., 2008 ).)
ويمکن تفسير ذلک في ضوء ما سبقت الإشارة إليه من أن تأثير الدراما لا يحدث کمرحلة واحدة، ولکنه يمر بعدة مراحل، تبدأ بترسيخ الصور والمعالجات المقدمة في الأعمال الدرامية عن الواقع الاجتماعي، ثم التأثير علي اتجاهات المشاهدين نحو هذا الواقع، فيشعرون تجاهه بالإيجاب أو بالسلب، وفي المرحلة اللاحقة تؤثر الدراما علي کيفية تعامل المشاهدين مع هذا الواقع الاجتماعي، وفي مرحلة متقدمة تؤثر الدراما علي نظرة المشاهدين لمستقبلهم في ظل ما تعکسه عن هذا الواقع الاجتماعي(فؤاد، ياسمين أحمد ، 2015: 2)