اهتمت هذه الدراسة بمحاولة التعرف على نوعية المخاطر المدرکة لدى الشباب نحو التسوق الإليکتروني داخل المجتمعات الافتراضية الاستهلاکية، وهل يؤثر إدراک المستهلکين لهذه المخاطر على سلوکهم ونيتهم الشرائية؟ وأي المخاطر هي الأکثر تأثيرًا على السلوک الشرائي هل المخاطر المالية، أو المخاطر الاجتماعية، أو المخاطر النفسية، أو مخاطر الخصوصية، أو المخاطر الزمنية، أو مخاطر أداء المنتج؟ وهل تلعب المنافع المدرکة دورًا في تشکيل الاتجاه نحو السلوک الشرائي؟
باستخدام منهج المسح تم تطبيق الاستبيان على عينة عشوائية بسيطة، قوامها (400 مفردة) من الشباب المصري العام بما يحمله من سمات في تنوع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وسنوات استخدامه للإنترنت لأن هذه الشريحة هي أکثر الشرائح استخداما للتسوق عبر الإنترنت.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج أهمها: بالنسبة للمنافع المتحققة للمستهلکين من التسوق الإليکتروني لوحظ ارتفاع نسبة موافقة الجمهور على مميزات التسويق الإليکتروني مثل توفير المجهود وتجنب مشاحنات القيادة وعرض منتجات متنوعة وسهولة المقارنة بينها وعدم التعامل مع مندوبين انتهازيين. وکإشارة للإدراک المشروط لدى الجمهور بمنافع التسوق الإليکتروني لوحظ عدم تکوينهم رأي محدد بخصوص الدعم الفني والمعلومات والوقت والأسعار، وبدا واضحًا لدى الجمهور صعوبة استرجاع المال في التسوق الإليکتروني. ولوحظ ارتفاع الوزن النسبي للعبارات المرتبطة بتوفير المجهود والراحة وتنوع المعروضات وتسهيل عملية التسوق بما يتناسب مع طبيعة سرعة العصر ورغبة الأشخاص في الوصول لما يريدونه في أقل وقت ممکن وبأقل مجهود ممکن.
وبناء على نتائج مقياس المنافع المدرکة للتسوق الإليکتروني، لوحظ أن التوجه العام لإدراک المنافع لدى الجمهور متوسط ثم منخفض. وهو ما يمکن تفسيره بأن الجمهور رغم إدراکه لهذه المنافع إلا انه ما زال يقيمها تقييم مشروط باعتبار أن التسوق الإليکتروني طريقة غير معتادة وغير مألوفة ولکن في طريقها لتکون أکثر معرفة وانتشارًا. 
أما فيما يخص المخاطر المدرکة من التسوق الإليکتروني، لوحظ أن أکبر المخاطر التي قد يشعر بها الجمهور مخاطر مرتبطة بأداء المنتج ومخاطر نفسية ومخاطر مرتبطة بمسألة الخصوصية. في إشارة لضرورة وجود عنصر الثقة في المنتج عند الشراء إذ لا يمکن الشراء عبر الإنترنت من لمس المنتج أو رؤيته على الطبيعة. کما ارتفع إدراک الجمهور للمخاطر المالية وما ارتبط به من احتيال مالي واحتمال فقدان المال أثناء تحويله. ولوحظ عدم تأثير المخاطر الاجتماعية على الجمهور بشکل کبير إذ لا يهم الجمهور الشراء من أجل تقدير الأقران. کما لوحظ عدم تأثير المخاطر الزمنية فالمستهلکين لا يجدون أن التسوق الإليکتروني يستغرق وقتا.
وبناء على نتائج مقياس المخاطر المدرکة لدى الجمهور عن التسوق الإليکتروني، لوحظ أن التوجه العام لإدراک المخاطر متوسط  ثم مرتفع. وهو ما يمکن تفسيره بأن الجمهور رغم إدراکه للمنافع وتقييمه لها بشکل مشروط إلا أن إدراکه للمخاطر أکبر إذ ارتفع الاتجاه المتوسط والمرتفع وهو ما يشير أنه ضرورة بذل المسوقين والمعلنين المزيد من الجهود لتقديم الضمانات الکافية للجمهور لطمأنتهم بخصوص التسوق الإليکتروني.
بخصوص الاتجاه العام نحو التسوق الإليکتروني، اتفقت توجهات ما يقرب من نصف العينة في موافقتها على بعض العبارات التي تصف اتجاههم نحو الشراء الإليکتروني مثل قد أتصفح مواقع التسوق الإلکتروني أوقات فراغي حتي وان لم تکن لدي نية للشراء عبرها وأستطيع شراء کافة المنتجات العالمية من خلال مواقع التسوق الإلکتروني ويتيح التسوق عبر الإنترنت عدة طرق للشراء الفوري وقد أتبادل العروض البيعية التي تقدمها مواقع التسوق الإلکتروني مع أصدقائي وزملائي. وتشير نتائج مقياس اتجاه الجمهور نحو التسوق الإليکتروني أن الاتجاه العام متوسط  ثم منخفض وهو ما يمکن تفسيره في ضوء استجابة المبحوثين عن إدراک المنافع بشکل مشروط يميل نحو الإدراک المتوسط والمنخفض، وفي ضوء إدراک المخاطر باتجاه متوسط ثم يميل نحو ادراک المخاطر المرتفع أن ادراک الجمهور لمنافع ومخاطر التسوق الإليکتروني يؤثر على اتجاهه نحو التسوق الإليکتروني.