تلعب وسائل الإعلام دوراً رئيسياً فى تشکيل السلوک الاجتماعى للصغار، فقد أصبحت عاملاً مهماً فى توحيد الأفکار والعادات وأنماط السلوک والقيم , وقد ساعد على تعاظم هذا الدور ضعف المؤسسات الاجتماعية الأخرى کالمدرسة, والأسرة , والمؤسسة الدينية , فى إنتاج ونقل القيم الاجتماعية والأخلاقية والثقافية للصغار.
وتنطلق مشکلة الدراسة الحالية من إشکالية العلاقة بين وسائل الإعلام والنشء, فى ضوء التطورات التکنولوجية التى ضاعفت من تأثير الإعلام، وافتقاد الصغار للقدرة على التعامل بوعى مع ما يقدم من رسائل إعلامية. وهو ما أدى للحاجة لمفهوم التربية الإعلامية لحماية الأبناء من التأثيرات السلبية المحتملة لوسائل الإعلام، واکتساب القدرة على تحليل المحتوى المقدم فى الرسائل الإعلامية، وإتخاذ قرار مستنير وواعى نحوها، وتنمية مهارات التفکير الناقد لما يقدم، وتمييزه بين الحقائق والإدعاءات.
ومن ثم تتحدد مشکلة الدراسة فى دور برامج التربية الإعلامية  فى تنمية مهارة استخدام الطلاب لوسائل الإعلام, والوعى بالتأثيرات السلبية للاستخدام غير الواعى لها، من خلال تصور مقترح للخبراء الإعلاميين والتربويين لتفعيل برامج ومعايير التربية الإعلامية فى المجتمع المصرى، وتطبيق مفهومها لدى مؤسساته کالأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام.