تمکنت حالات المزاج أو الانطباع العام وتأثيراتها على العملية الاتصالية من جذب انتباه بعض الباحثين الإعلاميين الغربيين، وقامت نتيجة لذلک بحوث کثيره في هذا المجال لکشف تأثيرات الحالة المزاجية للفرد في عملية تلقي الرسالة الإعلامية والتفاعل مع محتواها والتأثير العکسي للرسالة علية .
    ولذا جاءت الدراسة الحالية من منطلق فرضيات نظرية إدارة المزاج العام التي تقوم على أن الأفراد لديهم ميول طبيعة للمتعة وتجنب الألم، تلک الميول والدوافع تدفعهم للتعرض للمحتوى المحبب والمرغوب في وسائل الإعلام وتجنب تلک الموضوعات التي تسبب لهم عدم الراحة والألم، ولذا يحاول الأفراد ترتيب بيئتهم بحيث يغلب المزاج الإيجابي بشکل جيد (شيوع المتعة) وتخفيف والتخلص من المزاج السلبي، ولکي يحقق ذلک يقوم الفرد بالتعرض الانتقائي للمواد التي تحقق له ذلک الهدف ، وفي اطار ذلک يتحکم في حالة المتعة لدى الأفراد ثلاثة عوامل؛ الرغبة الذاتية وأنماط المشاهدة والتعرض للمحتوى الإعلامي، فالإنسان يرفض البرامج التي لا تناسبه ويستمر في البحث حتى يجد شيئاً يناسب رغباته، ففي بعض الأحيان يحب مشاهدة فيلم حزين، وفي أحيان أخرى يحب مشاهدة فيلم أو برنامج کوميدي؛ فاختيار البرنامج يحدده المشاهد وفق ما اذا کانت المشاهدة ستؤدي إلى مشاعر أو خبره محببة آنية
     کما تؤثر الحالة المزاجية للأفراد على درجه الاستثارة والتقويم للمحتوى الإخباري المقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تؤثر تلک الحالة المزاجية سواء الإيجابية أو السلبية في جوده وکفاءة عملية تلقي المعلومات، فالحالة النفسية الإيجابية والسلبية ربما تؤدي إلى الاستثارة بسبب الکثافة والقوه وهذه الاستثارة تؤدي بالتالي إلى اليقظة والتنبيه والحساسية في تلقي المعلومات، ونتيجة لذلک تؤدي هذه الأشياء إلى قوة عملية التذکر لاحقاً .
    ولذا جاءت الدراسة الحالية لتختبر بعض من فرضيات نظرية إدارة المزاج The Hedonic ValenceofMedia Messages والمتعلقة بالتعرض الانتقائي للمحتوى وتأثير على الحالة المزاجية وذلک بالتطبيق على الاحداث السياسية وبناءً على ذلک تم تحديد مشکلة الدراسة في معرفه هل تؤثر  درجه  تعرض الجمهور المصري والسعودي للمحتوي السياسي بالأخبار المتعلقة بقضايا الوطن العربي متمثلة في (مصر، سوريا، اليمن، فلسطين، تونس، ليبيا، تنظيم داعش) باتجاهاتها (السلبية – الإيجابية – العادية) الموجودة بحسابات الصحف والقنوات التلفزيونية المتاحة عبر شبکات التواصل الاجتماعي على  تغيير حالة المزاج السائد لديهم للتوافق إما مع المزاج المجتمعي السائد أو لتدعيم مواقفهم وتصوراتهم الشخصية، وتشکيل اتجاهاتهم نحو القضايا والمضامين المقدمة