انطلاقًا من کون موقع الفيس بوک أحد أشکال وسائل الإعلام الجديدة، والذي ينتمي للشبکات الاجتماعية، وهو وسيلة إعلامية ذات شعبية وجماهيرية ظهرت في الآونة الأخيرة ، واستطاعت أن تخلق إعلامًا مختلفًا عن الإعلام التقليدي، سواء في الطرح أو التفاعل أو سرعة نقل الأحداث، مستفيدة من خصائص البيئة التفاعلية الجديدة على شبکة الإنترنت
 وتشير أدبيات الدراسات السابقة إلى أن ظهور الإنترنت والتقدم في وسائل الإعلام الجديدة کمواقع الشبکات الاجتماعية ليست له جوانبه الإيجابية فقط، بل إن تلک الثورة في هذا المجال قد کشفت عن وجهها الآخر؛ فظهرت المعلومات المضللة والمعلومات الکاذبة، وکذا المعلومات التي تسيء للقيم والأديان، ومع تزاحم کل هذه التغيرات، فإنه من الواجب الوعي بهذه التغيرات في سبيل الاستخدام الرشيد لتلک الوسائل الإعلامية الجديدة -مواقع الشبکات الاجتماعية کالفيس بوک- ولن يتأتى ذلک إلا من خلال الالتزام الأخلاقي عند استخدامها؛ ولذا ظهرت الحاجة للتعامل مع تلک الوسائل من خلال التربية الإعلامية، أي تعليم الشباب کيفية التعامل الواعي مع وسائل الإعلام بالشکل الصحيح، مما يؤدي لتعظيم إيجابياتها والتغلب على سلبياتها، وکيفية التعامل الواعي والأخلاقي معها في سبيل التحصين الأخلاقي للجمهور المستخدم.
وفيما يتعلق بإحصائيات استخدام مواقع الشبکات الاجتماعية فقد أشارت دراسةRavi Gupta and Hugh Brooks (2013 إلى أن موقع الفيس بوک يستخدمه 10% من سکان العالم، ويتزايد عدد مستخدميه في کل أنحاء العالم بشکل کبير في جميع دول العالم ما عدا الصين والهند، کما أن موقع الفيس بوک أکثر مستخدميه هم فئة الشباب أقل من 30 عامًا؛ فهم الفئة الأکثر تکيفًا مع التقنيات الحديثة، ويستخدمون مواقع الشبکات الاجتماعية بشکل منتظم، وتبلغ نسبتهم 50% من إجمالي المستخدمين على مستوى العالم، کما يمثل طلاب الجامعات نسبة کبيرة من مستخدمي مواقع الشبکات، کما أشارت إليه دراسة Amanda Lenhart, Et.Al., (2010)، ودراسة Megan Sponcil And Priscilla Gitimuأن 81% من مستخدمي مواقع الشبکات من 18-29 عامًا، بينما 63% من30-49 عامًا، في حين أن 34% من مستخدمي تلک المواقع أکبر من50 عامًا، کما أن هناک 16 مليون مستخدم في مصر للفيس بوک، بما يجعلها في الترتيب الأول على مستوى العالم العربي والترتيب السابع عشر على مستوى العالم في استخدام هذا الموقع؛ مما يجعل هذا الموقع من المواقع الأکثر انتشارًا کإحدى المنصات الافتراضية التفاعلية.
 ولذا تحاول الدراسة الحالية الربط بين التربية الإعلامية ووسائل الإعلام الجديدة من خلال برنامج تدريبي لطلاب الإعلام التربوي على الضوابط الأخلاقية للإعلام الجديد بالتطبيق على موقع الفيس بوک.