أصبحت العبوة أداة أساسية للاتصالات التسويقية وتمييز العلامة التجارية، وجزء أساسي في العملية البيعية، خاصة في نقاط ومراکز البيع. فلم تعد العبوة مجرد وعاء لحماية وحفظ المنتج، بل أصبحت أداة تسويقية هامة تحل محل رجل البيع بأن تجذب انتباه المستهلک وتعطي انطباعاً جيداً عن المنتَج وتقدم معلومات عنه أيضاً.

وتُعد عبوة المنتَج في حد ذاتها رسالة اتصالية يرسلها المُسوق إلى المستهلک من خلال عناصرها البصرية المتمثلة في تصميمها وشکلها وحجمها وألوانها، وعناصرها اللفظية المتمثلة في المعلومات التي تحتويها. لذلک فهي عامل هام للغاية في التعريف بالمنتَج وتحديد هويته، کما أنها الرسالة الاتصالية الوحيدة التي تفرق وتميز بين منتَج وآخر.

وفي ظل انتشار مراکز التسوق ومتاجر التجزئة الکبرى، أصبح هناک تزاحماً شديداً في عرض المنتجات الغذائية، مما وفر خيارات واسعة أمام المستهلکين وخلق بيئة تنافسيةأکثر من أي وقت مضى. کما ساهم ذلک في تغير نمط حياة المستهلکين وتنامي الخدمة الذاتية في عملية الشراء واعتمادهم على أنفسهم في اختيار المنتجات والوصول إليها داخل المتاجر، مما أدى إلى زيادة أهمية عبوة المنتج کأداة لتحفيز القرار الشرائي. وکان يعتقد فيما مضى أن عبوة المنتج تمثل 10% من قيمة المنتج، بينما يعلن خبراء التسويق الآن أنها تمثل من 50%-70% من قيمته، حيث يروا أن عبوة مناسبة أفضل من بائع ماهر، خاصة وأن 70% تقريباً من قرارات الشراء تتم داخل مراکز البيع. الأمر الذي أدى إلى اتجاه الشرکات نحو تطوير عبوات منتجاتها من خلال تصميم عبوات جذابة من حيث الشکل والمضمون مع مراعاة البعد البيئي في التصنيع.
ونظراً لأهمية العبوة ضمن منظومة الاتصالات التسويقية اهتم کثير من الباحثين بدراسة هذا الموضوع من زوايا مختلفة أهمها تأثير العبوة على السلوک الشرائي للمستهلک، الأمر الذي کان من بواعث اهتمام الباحثة بموضوع هذه الدراسة التي تهدف إلى اکتشاف تأثير العناصر البصرية واللفظية لعبوات المنتجات الغذائية على القرار الشرائي للمستهلکين، وکذلک التعرف على تأثير متغيري درجة انغماس المستهلکين في عملية شراء المنتجات الغذائية وضغط الوقت أثناء عملية التسوق على اتجاهاتهم نحو  عناصر العبوة.