تطرح الدراما المعروضة في الفضائيات المتخصصة منظومات قيمية ، لا تلتزم بالحدود الوطنية ؛ وهي تشکل في مجملها إطارًا ترکيبيًا معقدًا ، من بنيات متعددة الأهداف وتتنوع الرسائل التي تبثها عبر وسائل تتخطي حواجز الزمان والمکان واللغة ؛ لتخاطب المستهلکين من الشباب متنوعي الثقافات والمستويات الاجتماعية والرغبات والأهواء.
وقد أثبتت إحدى الدراسات أن المضامين الإعلامية المذاعة فى هذه القنوات ، تحفز على تأصيل القيم المادية والاتجاه إلى تحقيق الإشباع عن طريق سلوک غير مشروع ، وأنها تعتمد على الإيحاءات الجنسية وإثارة الغرائز وإهدار قيم الحياة والاتجاه نحو الإباحية والتحرر
وأثبتت دراسة أخرى^([ii]) انخفاض نسبة القيم الأخلاقية الإيجابية التي عکستها المسلسلات العربية عينة الدراسة مقابل السلوکيات الأخلاقية السلبية
وأوضحت دراسة ثالثة تعدد القيم السلبية التي تعرضها قناتا موجة کوميدي ونيل کوميدي وتمثلت هذه القيم السلبية فى ارتفاع نسبة الإلهاء، ضعف الوازع الديني، اللامعيارية وعدم مراعاة القيم والمعايير الاجتماعية .
وهناک العديد من الدراسات العلمية التي أثبتت أن المحتوى القيمي لمضمون الفضائيات يميل إلى السلبية أکثر من الايجابية ، وذلک باختلاف نوع المضمون
ولما کانت هناک تأثيرات مباشرة لهذه المضامين الدرامية الإعلامية المتنوعة في المکون الثقافي للشباب ؛ حيث أقرت منظمة اليونسکو حقيقة أن الاتصال أو التعرض للفضائيات ؛ هو أحد العناصر الرئيسية المکونة للثقافة وأنه - أي الاتصال أو التعرض للفضائيات - مصدر تکوين الثقافة وعامل من عوامل اکتسابها وإثرائها ،  وأنه يساعد – علنُا- على التعبير عنها ونشرها . وقد أثبتت دراسة علمية أن 64% من الشباب عينة الدراسة غير متمسک بالقيم الدينية والأخلاقية . وکذلک أثبتت دراسة علمية أخرى وجود علاقة بين مستوى مشاهدة المراهقين للقنوات الفضائية وزيادة إدراکهم السلبي للقيم الاجتماعية والأخلاقية
ووفقاً لنظرية المعايير الثقافية التي تقوم على أساس ارتباط وسائل الإعلام ، وما تؤکده  الأفکار ذات المعايير الثقافية ، والنماذج المجتمعية السائدة التي يلتزم بها أفراد المجتمع عند التعرض لموقف بذاته ، وتلک المعايير الثقافية والنماذج المجتمعية التي تحکم سلوک الأفراد يجب أن تتبناها وسائل الإعلام ؛ وبخاصة الدراما فى الفضائيات . وذلک لتحقيق هدفها الرئيسي المنشود وهو نشر الثقافة والقيم البناءة فى المجتمع.
ولذلک دعت الضرورة البحثية إلى دراسة اتجاه الشباب الجامعي نحو الدراما المتنوعة التي تعرضها القنوات الدرامية المتخصصة سعيًا بالوصول إلى رصد کل ما هو إيجابي فى المضمون الدرامي ، وعلى العکس محاولة تقويم وإصلاح کل ما هو سلبي أو من شأنه الإضرار بثقافة وقيم هؤلاء الشباب اللذين هم أمل المستقبل.