تثير التقنيات الرقمية عددًا من التحديات الأخلاقية والمهنية الشائکة والمثيرة للقلق بالنسبة للصحفيين والإعلاميين؛ فأخلاقيات تغطية المواقع الإخبارية للأزمات تتطلب ضرورة تجنب الذاتية في نقل الوقائع، بمعنى توخي الدقة والأمانة في نقل المعلومات دون النزوع للآراء الشخصية أو للشائعات، وعرضها بکل مصداقية وموضوعية وحيادية ومراعاة للضوابط الأخلاقية والمهنية ومبادئ المسئولية الاجتماعية في التغطية، والإحاطة بمفردات الأزمة، ورصد مسارها وأبعادها المختلفة، ودراسة العوامل التي أدت للأزمة، والنتائج المترتبة عليها، والقوى الفاعلة، والظروف المحيطة بها، واقتراح حلول لها ؛ لمنع تکرارها أو حدوث أزمة مشابهة لها، وتوضيح أماکن الخلل والقصور من جهة أخرى بغرض إشباع حاجة الجمهور للمعلومات، فضلًا عن قبول متصفحيها بصحتها، وهذا يتطلب مجموعة من الإعلاميين المتخصصين – في فن إدارة الأزمات - يعملون وفق خطة متکاملة لتحديد فحوى الرسائل الإعلامية الموجهة أثناء الأزمات وأشکالها، أي أن تلک المواقع عليها أن تقدم نفسها کوسيلة إعلامية تتبنى مختلف الآراء والاتجاهات بهدف تثبيت مصداقيتها وموضوعيتها في التغطية الإعلامية ؛ حيث يعتمد نجاح العمل الإعلامي على عدة عناصر أهمها الموضوعية والمصداقية اللتين تکفلان إيصال المادة الخبرية بصيغة يمکن التأکد من صحتها وتصديقها
وهذا ما يجعل البعد الإعلامي لأية أزمة محوريًا واستراتيجيًا،لأن وسائل الإعلام هي التي توفر المعلومات والتعليقات والتحليلات ووجهات النظر عن الأزمة للجمهور حتى يأخذ موقفه  منها، وبالتالى  يبلور رأيه حولها
لذا فقد أثارت تلک المتغيرات مجموعة من التساؤلات حول مشکلة الدراسة في تحديد مدى التزام المواقع الإخبارية  العربية بالأخلاقيات المهنية في تغطيتها للأزمات التي يعاني منها المجتمع المصري من وجهة نظر الإعلاميين المصريين، بمعنى هل لتلک المواقع القدرة علي التعامل مع الأزمات المصرية بحيادية ومصداقية وموضوعية وحرفية وشمولية في عرض کافة وجهات النظر، ودون الاقتصار على وجهة النظر المؤيدة لسياسية الموقع وأجندته، واستضافة المحللين والمتخصصين في طرح تلک الأزمات على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، ومراعاة مبادئ مسئوليتها الاجتماعية والإنسانية والأخلاقية تجاه المجتمع المصري التي نصت عليها عدد من مواثيق الشرف المهنية الإعلامية، أم أنها تفتقد إلى خطط  إدارة الأزمات ؟ مما يوقعها في ارتباک وتدنٍ لمهنيتها  لدى متصفحيها  .
انطلاقًا من أن التغطية الإعلامية للأزمات تشکل تحديات کبيرة لوسائل الإعلام - لاسيما الإلکتروينة منها - حيث تتداخل فيها العديد من العوامل منها : المهنية، وملکية الموقع، وأيديولوجيته، والمصالح القومية، واتجاهات وسياسات الجهة الممولة  أو المالکة للموقع التي تؤثر على جوانب المعالجة الإخبارية لها بما يخدم أهدافه، ومن منطلق أن إمداد الجمهور بالمعلومات الدقيقة وکسب ثقة الجمهور في التغطية من أولويات العمل الإعلامي الناجح، في ضوء ذلک تمثلت مشکلة الدراسة في تقصي مدى رضا الإعلاميين عن مستوى الأخلاقيات المهنية للتغطية الإعلامية للأزمات المصرية في المواقع الإخبارية العربية .