تشير نتائج بعض الدراسات الحديثة ، العربية والأجنبية ، المعنية بإدارة المؤسسات الصحفية في العالم العربي ، أن المؤسسات الصحفية في معظم الدول العربية ومن بينها المملکة العربية السعودية ، تواجه تحديات وأزمات کبيرة على مستوى أساليب تنظيمها وأساليب إدارة العمل بها ، نتيجة غلبة طابع الجمود على الفکر الإداري والتنظيمي السائد بها ، وعدم ميلها إلى تبني الأساليب الحديثة والمتطورة التي انتهت إليها أحدث الدراسات والنظريات في مجالات الإدارة والتنظيم ، وکذلک فإن هذه المؤسسات أصبحت تعاني من أوضاع اقتصادية ومالية صعبة ، مثلها مثل معظم مؤسسات الصحافة ومشروعاتها في العالم العربي ، نتيجة لطبيعة الظروف والأوضاع الاقتصادية الراهنة ، التي أسهمت في تراجع معدلات ربحية هذه المؤسسات وانخفاض إيراداتها من المصادر المختلفة ، وکذلک نتيجة عدم قدرتها على مواجهة تقلبات السوق وضغوط المنافسة مع الوسائل الإليکترونية المستحدثة ، وهو الأمر الذي دفع کثيرا من ملاک هذه المؤسسات والقائمين على إداراتها إلى ضرورة التفکير في سيناريوهات إعادة هيکلتها ، وهو الأمر الذي بات معروفا ، وأصبح مثار حديث الصحفيين والعاملين في هذه المؤسسات ، والذين أصبحت تتنازعهم حالات من القلق والخوف من الإقدام على تبني مثل هذه التوجهات ومدى إمکانية نجاحها ، في مقابل اعتقاد قوي بضرورة هذه التوجهات وحتميتها للحفاظ على مستقبل مؤسساتهم ومستقبلهم المهني ، وهو الأمر الذي سوف تتناوله هذه الدراسة ، بالترکيز على تحليل أوضاع صناعة الصحافة في السعودية ، وطبيعة المشکلات والتحديات والأزمات التي تواجهها ، وجهود الإدارة في مواجهة هذه المشکلات وکذلک ملامح توجهاتها لإعادة هيکلة صناعة الصحافة بالمملکة وتصوراتها لذلک .