بعد تعرض المجتمع المصري لتغيرات اجتماعية وثقافية وسياسية مهمة في تاريخه الحديث من جانب، وتراجع منظومة القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية من جانب آخر، تعددت المؤثرات التي تؤثر علي المجتمع عامة وطلاب الجامعة خاصة، ويتولد عن تلک المؤثرات آثاراً سلبية على ثقافة وسلوکيات الطلاب، حيث بدأ يتغلغل في ثقافتهم وفکرهم العنف والتعصب وعدم تقبل اختلاف الآخر.
     وإدراکاً لأهمية مرحلة الدراسة الجامعية مرحلة النضج، وتولد الميول والانتماءات الفکرية، وبناء التفکير العلمي، وبناء السلوک والأخلاق، وترسيخ المعتقدات وتنمية القيم، ولأن قسم الإعلام التربوي يجمع بين الصفة التربوية والإعلامية، فإن هناک مهمة ثقيلة تقع على عاتقه في إکساب الطلاب الثقافات البناءة وإحلالها محل الثقافات والقيم الهدامة التي قد تنبع من المحيط، والتي يتفاعل معها الطلاب لقلة الخبرة وندرة القدوة وانعدام التجربة، علاوة على أزمة الثقة بين الشباب وقادة الرأي في ظل ظروف التغيير التي تحيط بمصر من کل جانب.
لما تقدم هناک ضرورة إلى دراسات وبحوث تُوطن ثقافة الاختلاف وتجعل منها محور للنقاشات والتطبيقات العملية داخل المجتمع المصري، بالإضافة إلى تسليط الأضواء على أهمية قسم الإعلام التربوي الذي يُعد بمثابة وسيلة إعلام داخل مجتمع الکلية، الأمر الذي يتطلب منه أن يکون له الدور الداعم في نشر الوعي بثقافة الاختلاف ليس على مستوى طلاب القسم فقط بل يجب أن يمتد دوره إلى طلاب الکلية عامة بل إلى طلاب الجامعة، تجنباً لهدر هذه الثروة البشرية الهامة في ظل العديد من مظاهر التشويش، وقد يمتد دوره بشکل غير مباشر إلى طلاب المدارس عن طريق             التدريب الميداني.
 لذا يحاول البحث الإجابة عن التساؤل الرئيسي التالي:- ما دور قسم الإعلام التربوي المُمثل في (إدارة القسم، الهيئة التدريسية بالقسم، المناهج الدراسية بالقسم، أنشطة القسم، ومکتبة القسم