يتبين من موضوع البحث وإطاره النظري ومن نتائج الدراسات السابقة أن مواقع التواصل علي الانترنت أصبحت تمثل مجتمعات افتراضية تحاکي المجتمعات الحقيقية الواقعية ،  وهذه المجتمعات الافتراضية من شأنها أن تؤثر في التنشئة الاجتماعية للطفل وعلي استجابته للمؤثرات الاجتماعية ، وما تشتمل عليه هذه المؤثرات من ضغوط ، وما تفرضه من واجبات علي الفرد ، ومن هنا يبرز دور الأسرة من خلال التوسط الأبوي في التأثير علي اتجاه الأبناء نحو مواقع التواصل الاجتماعي وعلي تعرضهم لهذه المواقع ، بما يضمن حماية الطفل من مخاطر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وبما يؤثر علي اتجاهاته نحو هذه المواقع .
لقد أشارت نتائج  العديد من الدراسات السابقة إلي أن نمط التوسط الأبوي الضابط أو القائم علي التحکم قد يسبب تأثيرات عکسية علي الأبناء ، إذ يصبحون أکثر عرضة لمخاطر شبکات ومواقع التواصل الاجتماعي (Exploring the,2014) وتزداد هذه المخاطر علي الأبناء الذکور ( ching ,G , et al , 2014 ) وفي الوقت ذاته أشارت نتائج دراسات أخري إلي زيادة نسبة قيام الآباء بوضع ضوابط للتحکم في مشاهدة أبنائهم للمضمون الإعلامي السلبي  (هاجر محمد الشافعي محمد، 2013 ) وبذلک فنحن في حاجة إلي دراسة کيف يمکن تجنب هذه المخاطر علي الأبناء .
وبناء علي ما سبق تتبلور مشکلة هذا البحث في التعرف علي أنماط التوسط التي يتبعها الآباء فيما يتعرض له أطفالهم من خلال استخدام مواقع التواصل الاجتماعي علي شبکة الإنترنت، ودراسة العلاقة بين استخدام کل نمط من أنماط التوسط الأبوي في تعرض الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي علي شبکة الإنترنت ، واتجاه الأطفال نحو هذه المواقع الاجتماعية، والوقوف علي نمط التوسط الأمثل الذي يمکن للآباء اتباعه لتحقيق أفضل النتائج فيما يتعلق بتفاعل أطفالهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي .