تعتبر إشکالية القضايا المرتبطة بالأمن القومي المصري أهم وأبرز القضايا التي تواجه مصر حاليا وبالتالي من أظهرها في وسائل الإعلام إذ يتوقف على مثل هذه القضايا بقاء الدولة من عدمه، علماً بأن قضية الأمن القومي قضيةٌ متشابکة ذات أبعاد متعددة ؛ فلکي يتم تحقيق الأمن القومي العام لابد من تحقيق عدة أبعاد أمنية أخرى، ومنها : بعد "الأمن الإنساني" Human Security الذي يعني الحد من أوجه انعدام الأمن التي تبتلَى بها حياة البشر والتخلص منها إن أمکن، ذلک أن أمن الدولة يرتبط ارتباطا غير مباشر بالذين يعيشون في تلک الدولة.⁽⁵⁾  وبُعد "الأمن الاجتماعي" Social Security الذي يُقصَد به تحقيق الطمأنينة التي تنفِي الخوف والفزع عن الإنسان فرداً أو جماعة في سائر ميادين العمران.⁽⁶⁾ وبُعد " الأمن المعلوماتي" InfoSec  ومفهومُه حماية المعلومات ونظم المعلومات من أي استخدام أو وصول غير مصرح بهما ومن أي إفشاء أو تشويش أو تعديل أو تدمير من أجل الحفاظ على نظم معلوماتية سرية، کاملة ومتاحة.⁽⁷⁾ بالإضافة إلى "الأمن الغذائي" Food Security القائم على توفير احتياجات الشعوب من الغذاء بمقادير مناسبة ومستقرة وبطريقة سهلة ما يدفع هذه الشعوب إلى التشييد والتنمية وبناء الحضارة.⁽⁸⁾ فضلاً عن تحقيق "الأمن المائي" Water Security ويُعَرَّفُ الأمن المائي على أنه مجموعة الترتيبات والإجراءات التي تقوم بها دولة أو عدة دول في إقليم ما للحفاظ على مواردها المائية.⁽⁹⁾ وعلى رأس کل ما سبق يأتي "الأمن السياسي" و"الاقتصادي"، الذي يشمل "الأمن السياحي" أيضاً خصوصاً أن مصر دولة سياحية في المقام الأول، و"أمن الحدود" والوحدة الوطنية وخلافه.
تواجه مصر راهناً أزمات تتناول کل هذه الأبعاد تقريبا، وکما هو ثابت فإنه عندما تطرأ قضايا هامة على الساحة العامة وتتبارى وسائل الإعلام في تغطيتها فإن تلک القضايا تصبح في بؤرة اهتمام الجمهور،عندئذٍ يثار التساؤل عن مدى قدرة التليفزيون على تشکيل معارف واتجاهات الرأي العام نحو هذه القضايا والأحداث الطارئة مع الأخذ في الاعتبار اختلاف مستويات الوعي السياسي والتوجهات السياسية والسمات الشخصية ودرجة الارتباط بالقضايا بين أفراد الجمهور.
ومن هنا فإن الدراسة تتناول دراسة الدور الذي تلعبه القنوات الفضائية الحکومية والخاصة في تشکيل معارف واتجاهات أفراد الشباب المصري حيال قضايا الأمن القومي المصري.
وتحاول الدراسة التعرف على تأثير بعض المتغيرات الوسيطة على هذا الدور، ومنها: مستوى الصراع في القضية، مستوى الوعي السياسي، مستوى مألوفية القضية، والمتغيرات الديموغرافية کالسن والنوع والمستوى الاجتماعي - الاقتصادي.