مع أن استطلاعات الرأي العام ليست جزءًا من القواعد والقوانين التي تحکم السياسة الانتخابية، فقد أصبحت جزءًا أساسيًا من العملية الانتخابية خلال العقود الأخيرة. ويستخدم مرشحون سياسيون کثيرون متخصصون في استطلاعات الرأي، کما يجرون استطلاعات متکررة للرأي العام. وتطلع الاستطلاعات المرشحين السياسيين على صورتهم في عيون الأشخاص المستطلعة آراؤهم مقارنة بمنافسيهم، وعلى القضايا المهمة في أذهان الناخبين. کما أن وسائل الإعلام، کالصحف والتلفزيون، تجري استطلاعات للرأي العام وتنشرها (مع نتائج الاستطلاعات الخاصة) لإعطاء المواطنين إحساسًا بوضع مرشحيهم المختارين، والقضايا والسياسات التي يتحمسون لها مقارنة بخيارات غيرهم.
وتعد استطلاعات الرأى التى تجريها وسائل الإعلام بالتعاون مع منظمات الاستطلاعات المستقلة بمثابة رقابة ضد إساءة استخدام الاستطلاعات من جانب مرشحين يحاولون الادعاء بأنهم يحصلون على تأييد أکبر وذلک بإصدار استطلاعات مزيفة لتضليل کل من الرأى العام والمساهمين.
إلا أن هناک العديد من التوجهات التي ترى أن استطلاعات الرأى العام التي تجريها وسائل الإعلام تشوبها الکثير من أوجه النقص والإشکاليات المنهجية والتحيزات السياسية التي من شأنها أن تؤثر على صدقية نتائج هذه الاستطلاعات.
هذا فضلاً عن التوجه الجديد الذي بات يسيطر على المشهد وخاصة في الدول الاسکندنافية، وقوام هذا التوجه أن آليات الاستطلاع التقليدية باتت مهددة بعد ظهور ما يمکن تسميته بالمواطن الشبکي، والتوجه للتصويت عبر شبکة الإنترنت، والتشبيک الذي يتيح وجود عينة کبيرة من المستطلعين لا توفره الوسائل التقليدية لاستطلاعات الرأي العام.
وفي ضوء ما أشار إليه مسح الدراسات السابقة في مجال استطلاعات الرأى العام وعلاقتها بوسائل الإعلام وتحديداً التليفزيون ن قلة واضحة في دراسات الإعلام التي تناولت استطلاعات الرأى التليفزيونية واتجاهات الجمهور نحوها، وفي ظل أهمية وخطورة ظاهرة استطلاعات الرأى العام التي تجريها وسائل الإعلام، تحددت مشکلة هذه الدراسة في: رصد وتحليل وتفسير اتجاهات الجمهور المصري نحو استطلاعات الرأى العام التي تجريها القنوات التليفزيونية.