قد تطورت وکالات الأنباء الدولية بمرور السنين وعززت من دورها وانتشارها، مع دخولها في العقد الأخير من القرن العشرين، وانتهت مرحلة کونها المصدر الإخباري الأساسي لوسائل الإعلام لتتحول إلى مصدر خبري من بين مصادر إخبارية ووسائل إعلامية عدة، في ظل انتشار الشبکات الإخبارية التليفزيونية العالمية الغربية منها والعربية والتي تعمل من خلال قنوات فضائية طوال الساعات الأربع والعشرين دون انقطاع، وازدياد التنافس بينها للظفر بأکبر شريحة ممکنة من المتابعين والمشترکين من ناحية، والتطور التکنولوجي الذي فرض نفسه وبقوة عبر ما توفره شبکة المعلومات الدولية (الإنترنت) من آليات متطورة لبث الأخبار وتطورات الأحداث بصورة آنية ولقطات حية بشريحة جديدة من المتابعين من ناحية آخرى⁽⁴⁾.
وجاءت الوکالات شبه الدولية لتبدأ من حيث انتهت الوکالات الدولية ولتستغل الوجود الإلکتروني على الإنترنت لمداه الأقصى مغيرة من نموذج الأعمال بالوصول لکل من المشترکين من الصحف والجمهور العام مباشرة عبر شبکات التواصل الاجتماعي.
وتدمج هذه الدراسة الجانب المکتبي بالإمبريقي فهي من جهة تمثل تراکما نظريا ومعرفيا يتم تسجيله وتصنيفه للمرة الأولى باللغة العربية للظاهرة المدروسة في مجال (الإعلام الدولي)، وهي من جهة أخرى تدرس المواقع الإدارية التحريرية المفصلية في المواقع الإخبارية العربية لمؤسسات الإعلام الدولية وشبه الدولية.