بدأ الاهتمام العربى والإسلامى الاستفادة من شبکة الإنترنت، لذا ظهرت العديد من المواقع الإسلامية التى تنوعت فى المضامين والتخصصات، مما أعطى الإعلام الإسلامى فرصة کبيرة فى الوصول إلى الجمهور العالمى بسهولة، ومن ثم بدأ ظهور المواقع العربية الإسلامية على شبکة الإنترنت فى عام 1993م وکانت المواقع الإسلامية الأولى باللغة الإنجليزية، وفى أواخر عام 1996م أعلنت المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم " ISECO" والتى تتخذ من تونس مقراً لها، عن اقرار مشروع تطوير يتم بموجبه بث التعاليم الدينية الإسلامية والقرآن الکريم على شبکة الإنترنت.
وبالفعل ظهرت فى السنوات الأخيرة مواقع على الإنترنت تشتمل على القرآن الکريم والحديث الشريف والدليل الإسلامى، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن الکريم، کما توجد مواقع أخرى على الإنترنت أُسست لغرض التعريف بتعاليم الدين الإسلامى ونشر الثقافة الإسلامية، والتعريف بقضايا الإسلام والمُسلمين وإظهار صورة المُسلمين وأفکارهم الحقيقية، والرد على تشويه معانى القرآن الکريم والشبهات حول الإسلام، بالإضافة إلى نشر أخبار العالم الإسلامى والأحداث المتعلقة به
وتتنوع المواقع الدينية الإسلامية على الإنترنت، حيث تصدر بعض تلک المواقع عن دول إسلامية، وبعضها عن منظمات أو هيئات أو جماعات إسلامية، وهناک مواقع لبعض الشخصيات الدينية، ومن هنا تبرز أهمية المواقع الإسلامية  فى القيام بدورها فى مجال نشر ثقافة وتعاليم الدين الإسلامى ومواجهة حملات التشويه والتضليل ومواجهة الغزو الفکرى والثقافى الغربى الذى يستهدف الإسلام والمسلمين.
بالرغم من المطالبة بزيادة أعداد المواقع الإسلامية على شبکة المعلومات الدولية لشرح تعاليم الدين الإسلامى ونشر الثقافة الإسلامية بين الجمهور الداخلى والخارجى والتعريف بقضايا الإسلام والمسلمين من جهة، ومواجهة حملات التشويه والتضليل المنظمة التى تديرها کثير من وسائل الإعلام الدولية من جهة أخرى، إلاّ أنه سادت حالة من الاستقطاب الإسلامى وبرز سعىٌ حثيث لدى التيارات الدينية الرسمية وغير الرسمية – خاصةً بعد ثورات الربيع العربى- لتتبوأ مواقع الفتوى والتوجيه الدينى، مما أدى إلى تعدد مصادر النطق بالإسلام وتعدد الخطابات الدينية، الأمر الذى أزعج مختلف فئات الجمهور المصري بل و أحدث نوعاً من التشتت والالتباس حول بعض المفاهيم والأحکام الإسلامية، وازدادت الأزمة تفاقماً فى ظل حالات عدم الاستقرار فى الوطن العربي، وظهور موجات الإرهاب الداخلى الذى مارسته ولا تزال تمارسه بعض الجماعات المسلحة باسم الدين الإسلامى، مما يُحتم على الإعلام الإسلامى عامة والمواقع الإلکترونية خاصة توضيح الصورة الصحيحة للإسلام، والعمل على تثقيف الجمهور المصرى ونشر الثقافة الإسلامية الوسطية ومحاربة الأفکار المنحرفة. وفى ضوء ذلک تتبلور مشکلة البحث فى التعرف على مدى اهتمام المواقع الإسلامية على شبکة الإنترنت بنشر ثقافة وتعاليم الدين الإسلامى، من خلال ما تقدمه من معلومات دينية وفتاوى وأحاديث وما تعرضه من صوتيات ومرئيات وما تقدمه من أدلة وبراهين وتحليلات فى ضوء القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، بالإضافة إلى رصد وتحليل مضمون وشکل الموضوعات والتعاليم الدينية التى تناولتها خلال                     فترة الدراسة التحليلية.