تعد الصورة الفوتوغرافية أحد أهم ما توصل إليه الدمج بين الفن والتکنولوجيا، فمن خلال تکنولوجيا التصوير تحول الرسم والنقوش إلى صور تعکس واقع المشهد المصور، وتزايد الاهتمام بالصورة لتملأ صفحات کاملة بالصحف والمجلات، ولتصبح الصورة أداة تستخدمها الأطراف المختلفة وتوظفها لخدمة مصالحها بما تحمله تلک الصور من دلالات ومعانى فى سياق معين.
ومع تنامى الاعتماد على الصورة وإدراک أهميتها، وتتطور تکنولوجيا التصوير من الأفلام والتأثيرات الضوئية إلى الإنتاج الرقمى وبرامج معالجة الصور، يظهر الجانب المظلم للصورة وأساليب التلاعب بها. إن الصورة التى طالما کانت تعادل الألف کلمة، اهتزت مصداقيتها مع استغلال الجبهات المتصارعة فالضحية يصبح الجاني أو العکس.
کما ساهم الإعلام الجديد بأدواته وسماته التى تتيح لأى مستخدم أن يقدم المعلومات والصور والأخبار، لتکون متداولة بشکل کبير بين الآلاف بل الملايين من المستخدمين والمتصفحين لمواقع التواصل الاجتماعى، ولتصبح أى معلومة أو صورة محل للتصديق وإن کانت کاذبة، مما يدفعنا للتساؤل حول آليات وأساليب التوظيف السياسي للصورة بين الأطراف المتصارعة؟ وکيف يمکن للإعلام الجديد وخاصةً مواقع التواصل الاجتماعي أن تکون سلاح فعال فى الصراعات والانقسامات داخل المجتمعات العربية؟