تُعد الأزمة السورية من أکثر الأزمات الدولية تعقيدًا بسبب تعدد أطرافها وتشابک أحداثها، حتى تحولت سوريا إلى ميدان تتصارع فيه الدول المختلفة لتحقيق مصالحها وتنفيذ إرادتها السياسية.
وما يزيد من تعقيدات الأزمة السورية هو حجم التدخلات الخارجية من جانب قُوى إقليمية ودولية مختلفة لها أهدافها وأجنداتها الخاصة بها، والتي تسعى إلى تحقيقها.
وتقوم وسائل الإعلام بدور جوهري في إدارة الصراعات المختلفة؛ حيث إنها أصبحت طرفًا مشارکًا في هذه الصراعات من خلال وضعها في أُطر محددة تسهم في تشکيل اتجاهات الجمهور نحوها، وخلق رأي عام مؤيِّد أو معارض لمواقف الدول المختلفة إزاء تلک الصراعات.
وتُعد الصور المرئية رموزًا إعلامية ذات تأثير في الجمهور، لاسيما أثناء الصراعات والحروب؛ حيث إن المواد المصورة تدعم مصداقية الأخبار المقدَّمة باعتبارها تنقُل صورةً من الواقع، کما أن الصور المرئية تقدِّم العديد من التفاصيل التي تضفي معانيَ جديدةً للموضوعات الإخبارية.
وتعمل اختيارات القائم بالاتصال للصور التي يتم التقاطها، ولزوايا الکاميرا المستخدَمة، وأحجام اللقطات، والترکيز على بعض جوانب الموضوع، وإغفال جوانب أخرى؛ على تدعيم أُطُر وأفکار معينة للأحداث، والتأثير في تقييمات الجمهور لتلک الأحداث وتأطيرهم لها.
وانطلاقًا من أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام الدولية في التأثير في الرأي العام الدولي فقد سعت هذه الدراسة لتحليل الصورة المرئية للحرب السورية في المواقع الإلکترونية للقنوات الإخبارية الدولية، ورصد أوجه الاتفاق والاختلاف بين هذه المواقع.