تُشکل الصحافة أهم وسائل الإعلام تأثيرًا في بناء وتشکل وعي وفکر ووجدان أفراد المجتمع نحو مختلف القضايا والمشکلات، بيد أنها أبرز مصادر الأخبار والمعلومات لدى شرائح کبيرة من أفراد المجتمع، ومع تعدد أهدافها الإعلامية والتي يأتي في مقدمتها الإعلام والتحليل والتفسير والتوجيه، وتعدد الفنون والأشکال الصحفية وتنوعها بها؛ سعت کثير من الدراسات الإعلامية إلى تحليل وتفسير المحتوى الصحفي بمختلف أشکاله، من منطلق أن الصحافة تلامس هموم الناس ومشاکلهم وقضاياهم اليومية. کما أنها أداة للتنوير والوعي والکشف عن الحقائق المخفية عن الرأي العام، فهي تخدم الصالح العام وتعمل على تنمية المجتمع وتنهض بمستوى وعيه وفکره وثقافته
وتعتبر دراسات الصحافة الاستقصائية من الدراسات الحديثة نسبيًا، والتي نالت اهتمام کثير من الباحثين في مجال الإعلام المطبوع والمرئي والإلکتروني، بيد أن کثير من المهنيين والباحثين يرون أن هذه النمط الجديد من أنماط الصحافة سيدعم وجود الصحافة واستمراريتها في وجه التحديات التي تواجهها سواء منافسة الفضائيات الإخبارية أو الإعلام الإلکتروني ومنصاته الاجتماعية.
ورغم دور الصحافة الاستقصائية في الکشف عن قضايا الفساد بمختلف أشکاله في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها، إلا أن قيامها بهذا الدور يتوقف بدرجة کبيرة على هامش الحرية السائدة في المجتمع، بيد أن حرية الصحافة والإعلام عاملاً مؤثرا في ممارسة الصحافة الاستقصائية لدورها الرقابي. وعليه، تتمثل مشکلة الدراسة في معرفة مضامين التحقيقات الاستقصائية لدول الربيع العربي في شبکة أريج ،  ومعرفة تأثير هامش الحرية المتاح قبل وخلال ثورات الربيع العربي وبعدها خلال الفترة من عام 2010 إلى 2012 على مضمون التحقيقات الاستقصائية لدول الربيع العربي تونس، مصر، سوريا، العراق واليمن، المنشورة على موقع شبکة أريج.