شهد العقدان الأخيران انتشاراً ملحوظاً للقنوات الفضائية العربية الإخبارية سواءٌ کانت عربية الانتماء واللغة أم موجهة تبثّ باللغة العربية ،واشتدت المنافسة بين تلک القنوات -ولا تزال - من أجل جذب المشاهد العربي والتأثير فيه من خلال البرامج الإخبارية ,وتعدّ القصص الخبرية من أبرز الفنون الإخبارية التلفزيونية حيث تحتل المرتبة الثانية بعد الخبر الاعتيادي من بين أشکال التغطية الإخبارية  ،وتسهم القصة الخبرية في تشکيل شخصية أي قناة متخصصة في مجال الأخبار وتحمل بصمتها الخاصة ،حيث تمتاز بالآنية الشديدة والحيوية والمصداقية العالية لانطلاقها من مکان الحدث عبر مراسلين وإعلاميين مختصين  ,لکن ما يشهده عالم البث الفضائي من تطورات هائلة في عصر العولمة أدّت إلى المنافسة الإخبارية المحتدمة ,وتعددّ الاختيارات أمام المشاهد العربي وارتفاع ذوقه الفني والنقدي ،وظهور ما يسمى بالمواطن المراسل ؛کلّ ذلک يضع تحدياً صعباً أمام القائمين على الصحافة التلفزيونية بشکل عام ,والقصص الخبرية بصفة خاصة ,ويفرض عليهم البحث عن التميّز والإبداع والاهتمام بکافة العناصر الفنية والتحريرية المهنية ,والتي يمکن من خلالها جذب المتلقي ,والحفاظ على انتباهه ومتابعته حتى لا يتحوّل إلى قناة أخرى منافسة .
    ومن هنا تتحدد مشکلة الدراسة باعتبارها محاولة لرصد وتحليل أطر المعالجة الإعلامية للقضايا المجتمعية بالقصص الخبرية المقدمة في النشرات والبرامج الإخبارية ،بعد ظهور العديد من القنوات الفضائية والموجهة للدول العربية ,وحددت الدراسة قناتي mbc السعودية ،وقناة onlive المصرية ,لبحث أساليب وطرق عرض القضايا المجتمعية بالقصص الخبرية التي تعکسها القناتين ,ومسارات الإقناع المستخدمة من قبل قناتي الدراسة ،وتحليل وتقويم تلک التقارير شکلاً ومضموناً ,ورصد الاختلافات في الأطر الفنية والتحريرية بين القناتين السعودية والمصرية في مجال القصص الخبرية المقدمة بها ,وأﺳﺎﻟﻴﺐ المعالجة للأحداث واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ المجتمعية المختلفة .
ويمکن تحديد المشکلة على نحو أدق في السؤال التالي:ما أهم الأطر الإعلامية لمعالجة القضايا المجتمعية بالقصص الخبرية التي تعکسها النشرات والبرامج الاخبارية في القنوات الفضائية السعودية والمصرية ؟