يتناول البحث موضوع على درجة عالية من الأهمية، يتمثل بتأثير البرامج التلفزيونية الأجنبية الوافدة على الشباب الجامعي العربي. وتتأتى هذه الأهمية من شيوع العديد من الظواهر والممارسات السلوکية الضارة بين الشباب الجامعي العربي، في العديد من الجامعات العربية، وان قسم من هذه الظواهر غريبة عن النظام القيمي العربي، وشاملة لم تقتصر على مجال معين، وانما شملت مختلف المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، مما دفع العديد من الباحثين والمؤسسات البحثية إلى تسليط الأضواء على هذه الظواهر المعبرة عن المشکلات التي يتعرض لها الشباب العربي.
کما سيرکز البحث على أنواع التعرض وحجمه وطبيعته، سيما وان معظم القنوات البرامجية الأجنبية التي يتعرض لها الشباب العربي، هي قنوات دولية وإقليمية موجهة، تعمل بموجب خطط استراتيجية، لها أهداف وضعت بدقة ووجهت نحو أهداف ومقاصد محددة، ورصدت لها ميزانيات مالية کبيرة، وخصصت لها تقنيات متقدمة وخبرات فنية عالية المستوى. ومن لا يدرک هذه المخاطر عليه أن يجيب عن التساؤلات الآتية: لماذا تخصص بعض الدول ميزانيات مالية کبيرة لقنوات موجهة إلى خارج مجتمعاتها.؟  ولماذا تجند لهذه القنوات أفضل خبراتها الفنية والتقنية؟ وهل ان هذه الدول هي جمعيات خيرية لتقديم مثل هذه الخدمات إلى مجتمعات هي ليست مجتمعاتها؟، بل قد تکون على عداء معها، وان کل ذي بصر وبصيرة لابد أن يدرک ان هناک مصالح ومطامع ومطامح للدول عندما تستهدف المجتمعات أخرى، قد تعدها من الخصوم، أو لها مصالح استراتيجية معها، أو تعتبرها مجال حيوي لمصالحها الاستراتيجية، التي قد تکون اقتصادية أو سياسية أو ثقافية..