أصبح الإنترنت فى عصرنا الحالى مصدراً هاماً فى حصول مستخدميه على المعلومات فى مجالات متعددة يحددونها ، وذلک لسهولة البحث وفورية وآنية الحصول على المعلومات المطلوبة، فضلاً عن قيام شبکة الإنترنت بعملية الربط بين المجتمعات والثقافات المختلفة فى بلدان عديدة، حيث تستطيع بکل سهولة الحصول على المعلومات المطلوبة متخطياً حدود الزمان والمکان، فالإنترنت جعل العالم قرية صغيرة ، وأصبح فى وقتنا الحالى أهم وسائل الاتصال القادرة على التأثير، والتوجيه، والتثقيف، والتعليم فى ظل العولمة الاتصالية والتى زادت من التفاعلات بين الأفکار والمعلومات فى مجالات شتى بشکل سريع .
وتعد صحة الفرد عنصراً هاماً لا يمکن إغفاله خاصتاً بعد انتشار العديد من الأمراض بشکل کبير ومعاناة الکثير من أفراد المجتمع من الأمراض المزمنة، وسوء الأحوال الصحية والصعوبة التى يواجهونها أحياناً فى التعرف على طبيعة المرض وکيفية التعامل معه أو الوقاية منه، حيث يکتفى الطبيب بإعطاؤه قائمة العلاج الموصوف لحالته المرضية دون أن يقدم له معلومات کافية عن المرض والسلوک المتبع معه، ومع زيادة رغبة الأفراد فى التعرف على طبيعة الأمراض التى يتعرضون لها هم أو بعض المقربون لهم، أو رغبتهم فى الحفاظ على حالتهم الصحية باتباع نظام صحى جيد ومفيد فقد لجأوا إلى مصدراً يساعدهم فى الحصول على المعلومات الصحية التى يريدونها، فکانت شبکة الإنترنت، والتى قدمت لهم الکثير من المعلومات الصحية المتعلقة بطبيعة الأمراض، وکيفية التعامل معها، بل والوقاية منها، وتقديم شرح للأنظمة الصحية المفيدة للحصول على وضع صحى جيد .
ومع تطور المجال الصحى فى العالم وانتشار العديد من المواقع الصحية عبر شبکة الإنترنت والتى سهلت التواصل والوصول إلى المعلومات الصحية بکل سهولة ويسر، فقد ساهم ذلک فى خلق وعى صحى للأفراد مستخدمى هذه المواقع وذلک من خلال إيجاد الاجابات حول التساؤلات المتعلقة بالجوانب الصحية لديهم مما أدى إلى زيادة رصيد الأفراد من المعلومات والخبرات التى تنسج مواقفه، وآرائه، وسلوکياته . وبالتالى فقد أصبح الإنترنت مصدراً للمعلومات، يؤدى دوراً کبيراً، ومهماً، ومؤثراً فى بناء الفرد وتکوينه المعرفى، والسلوکى، والوجدانى، والذى أسهم فى زرع الوعى الصحى لدى أفراد المجتمع من خلال استحداث وتغيير السلوکيات والممارسات الناتجة عن عملية الوعى الصحى من خلاله.
وتعد شبکة الإنترنت وسيلة اتصالية أثبتت تأثيرها على الأفراد المستخدمين، ومع انتشار الإنترنت لوحظ ظهور العديد من المواقع التى تحتوى على الکثير من المعلومات الصحية الهادفة بأشکال وطرق متعددة فى محاولة منها لحل الکثير من المشاکل الصحية، وتنمية الوعى الصحى المعالج والوقائى لجمهور مستخدمى هذه المواقع بشکل خاص، وللمجتمع ککل بشکل عام، وذلک کخطوة أولى لعملية تغيير السلوک الصحى للأفضل، وکما سبق وذکرنا أن شبکة الإنترنت تعد وسيلة اتصالية جديدة يلزم دراستها ومعرفة تأثيرها فيما يتعلق بالمعلومات الصحية التى تقدمها لمستخدميها، وبالتالى يمکن تحديد مشکلة الدراسة فى أنها محاولة لرصد مستوى وعى الجمهور المصرى الصحى الناتج من التماسهم للمعلومات الصحية المقدمة عبر شبکة الإنترنت .