شکلت الأحداث الإرهابية في الآونة الأخيرة أحد أهم الموضوعات التي تحرص الصحافة الالکترونية على نشرها وعرضها لجمهور القراء، ومن المؤکد أنه لا توجد أحداث تثير اهتمام الصحافة والصحفيين أکثر من الأحداث الإرهابية ويعود ذلک إلي ارتفاع درجة اهتمام مختلف الشرائح الاجتماعية بالعمليات الإرهابية، وجسامة الخطر الذي تمثله على حياة الوطن والمواطن، وتزايد رغبة الجمهور لمعرفة مصدر هذا الخطر وکيفية تجنبه، والطابع المثير للحدث الإرهابي ذاته، بما يتضمنه من خصائص الفجائية والضخامة والخروج عن المألوف، فتتسابق الصحف المحلية والعالمية في تغطية هذه الأحداث.
ويعاني أهالي شمال سيناء بحکم الموقع الجغرافي الذي جعلهم في خط النار بلغة الحروب فهم يعيشون حالة حرب منظمة، وتقوم الصحف الالکترونية بعرض ومعالجة هذه الأحداث لحظة بلحظة وذلک نظراً للتقنية الالکترونية العالية التي تتميز بها، وقد يکون للصحف تأثيراً نفسياً من خلال معالجتها لهذه الأحداث.
وأصبح البحث في مفاهيم علم النفس، خصوصاً الإيجابية مطلباً إنسانياً ملحاً، بعد ما خاض البحث في المفاهيم السلبية والأمراض النفسية التي أرقت المجتمع الإنساني طويلاً وعظمت من آثارها، وفي هذا البحث نسلک مسلک علم النفس الإيجابي في محاولة لمعرفة العلاقة بين معالجة الصحف الالکترونية للأحداث الإرهابية والصمود النفسي لأهالي محافظة شمال سيناء.
أصبح الإرهاب ظاهرة عالمية وهو من أکبر التحديات التي يشهدها القرن الواحد والعشرون وهو الشغل الشاغل لجميع دول العالم وبخاصة دول الشرق الأوسط التي تتعرض لأعلي معدل من العمليات الإرهابية من قبل ميليشيات وجماعات مسلحة تستخدم أحدث فنون القتال وأحدث الأسلحة الفتاکة، ولا يکاد أن يمر يوم بدون وقوع حدث من هذه الأحداث التي تخرب في الممتلکات والأرواح وتتابع الصحف الالکترونية عن کثب لحظة بلحظة هذه الأحداث وتعمل کمراقب لها ولدور الجيش والشرطة في المقاومة، ويعيش المجتمع المصري هذه الأزمة التي يتعرض لها منذ عدة سنوات وبخاصة أهالي محافظة شمال سيناء التي تعاني من هذه الأحداث نظراً لموقعها الجغرافي الذي جعلها في المواجهة، ، ولأن بحوث علم النفس في الفترة الأخيرة تميل إلي الناحية الإيجابية في التطبيق علي الأفراد ويطلق عليه (علم النفس الإيجابي) انطلقت فکرة هذه الدراسة لمحاولة معرفة العلاقة بين تعرض أهالي شمال سيناء للأحداث الإرهابية في الصحافة الالکترونية والصمود النفسي الناتج عنه.