في ضوء الدور التي تقوم به وسائل الإعلام في تشکيل الاتجاهات والصور والتأثير على  الرأي العام من خلال ما تقدمه من معلومات وأفکار وهو ما أکده التراکم الثقافي والمعرفي من الدراسات والبحوث خلال أکثر من نصف قرن على الأقل والتأکيد على تزايد الاعتماد على وسائل الإعلام أثناء الأزمات والصراعات والکوارث ولما کانت ثورات الربيع العربي التي قد صاحبها قلق وعنف وعدم استقرار وظهور وسيناريوهات للحکام وأنظمتهم والخارجين عليهم في طرح وسائل الإعلام و بحسب ملکيتها وتبعيتها يکون حيادها أو تعاطفها مع هذا الطرف أو ذاک مع  أو ضد فيبرز الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في خلق الصور الإعلامية من خلال : أن تکون ساحة أو طرفاً أو أداة لطرح التصورات، حيث تلجأ الحکومات والقوى السياسية المختلفة لاستخدام وسائل الإعلام کساحة تطرح فيها تصوراتها أو قد توظفها أيضاً کأداة لدعم أو تثبيت تصوراتها، وقد تکون وسائل الإعلام ساحة وأداة وطرفاً في الوقت ذاته، ولا شک أن وسائل الإعلام عندما تنهض بهذا الدور لا تقدم تصورات فحسب، بل تعکس في الوقت ذاته معتقدات المجتمع عن تلک التصورات⁽¹⁾, ومن هنا تأتي هذه الدراسة کجهد علمي راصد لهذه المتغيرات الإعلامية قي تشکيل الاتجاهات والصور لدى الجمهور المتلقي وذلک بعد مرور أکثر من عام منذ انطلاق أول ثورة  من الخمس الثورات التي أطلق عليها إعلاميا مصطلح ثورات الربيع العربي وهي فترة کافية لتشکل اتجاهات وصور ذهنية ناضجة